أوضح الدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في حوار أخير لجريدة الصحراء المغربية أنه بالرغم من وجوب التمييز بين الدين كمنظومة قيم وأخلاق وفكر وشعائر ومعاملات يطبقها الأفراد وتطبقها الجماعات، وبين الوظائف الدينية كالخطابة في المساجد والفتوى الرسمية، يصعب الفصل بين رجل السياسة عن قيمه التي تربى عليها وشكلت هويته وشخصيته، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية يرى أنه يجب إبعاد الوظائف الدينية عن العمل الحزبي حتى لا تصبح مجالا للمنافسة السياسية، وفي الوقت نفسه لا يمكن فصل السياسة عن القيم والمبادئ، وإلا فأي معنى سيبقى، حسب العثماني، لتخليق الحياة العامة. ليخلص إلى أن موقفه هو تأييد فصل الدين عن السياسة حينما يكون معناه ممارسة الوظائف الدينية، في حين لا يقبل فصلهما عندما يقصد بالدين مبادئ الإنسان وقناعاته وأخلاقه والقيم التي تربى عليها. وميز الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في إطار العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بين الإدارة الأمريكية ذات المواقف المتحيزة للكيان الصهيوني في اعتداءاته على الفلسطينيين، والمحتلة للعراق، وبين الشعب الأمريكي وعدد من مثقفيه وقواه التي تعمل على لجم ذلك التحيز السافر للإدارة الأمريكية. ولم يفت العثماني أن يثمن وعي المغاربة وذكاءهم في عدم الاستسلام لما حاولت بعض الجهات إلصاقه بالحزب أعقاب أحداث 16 ماي .2003 وبخصوص فضيحة تارودانت الأخيرة قال العثماني: يجب أن ينظر إليها وفق مقاربة اجتماعية وأخلاقية وتربوية واقتصادية وأمنية، كما يجب إشراك جميع الفاعلين في دراسة مثل هذه القضايا من أجل تلافي الوقوع فيها مستقبلا. من جهة أخرى، أكد العثماني في حديث لصحيفة (الخليج) الإماراتية نشرته أول أمس السبت أن حزبه بصدد إعداد مذكرة حول الانتخابات التشريعية لسنة ,2007 موضحا أنه على الرغم من أن هذه الانتخابات بعيدة نسبيا إلا أنها قريبة جدا بالنظر الى الإصلاحات المنتظرة في النظام الانتخابي. وأشار العثماني إلى أن حزبه تحذوه رغبة أكيدة في ترشيد الحقل السياسي، معتبرا أن تحديث الحياة الحزبية في البلاد يتطلب وجود إطار قانوني يلزم بأن تتطور هذه الأحزاب إلى الأحسن ويلزم بحد أدنى من الشفافية في التدبير المالي بالإضافة إلى الشجاعة في تقويم المؤسسات والاختيارات والمواقف. وذكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أنه من السابق لأوانه الحديث عن تكوين تحالف مع حزب القوات المواطنة، لكنه أكد أن هناك لقاءات وندوات مشتركة معه واستفادة متبادلة بين فعاليات الحزبين وتلاقح الافكار. حبيبة أوغانيم