تسببت الإجراءات الدولية والمحلية ضد الجمعيات الخيرية الفلسطينية العاملة في رعاية الأيتام في مصاعب كبيرة وضائقة مالية شديدة لدرجة أن بعضها أصبحت عاجزة عن دفع رواتب موظفيها. وقال القائمون على بعض هذه الجمعيات إنهم اضطروا لتقليص خدماتهم المقدمة للعائلات الفقيرة والأيتام، ولإغلاق بعض الصفوف الدراسية فيها. فقد أكد الشيخ فتحي عمرو رئيس جمعية دورا الإسلامية لرعاية الأيتام أن أكثر من 1000 يتيم ويتيمة في دورا وقراها، جنوب الضفة الغربية، ينتفعون من الجمعية وخدماتها علاوة على أكثر من 35 موظفا يعملون في المدرسة والجمعية تعتاش أسرهم من وظائفهم. لكنه أضاف أن أكثر من 50.000 دينار أردني دين للأيتام على غير الأيتام مستحقة الآن وغير مسدودة، داعيا إلى سرعة تسديدها حتى تتمكن المدرسة والجمعية من السير قدما بالمؤسسة. وأكد أنه في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العمل الخيري في فلسطين ومحاولته تجفيف منابع الخير والدعم للمؤسسات الخيرية في فلسطين قررت الجمعية الوقوف عند الصف التاسع لعدم القدرة لفتح صف جديد ألا وهو العاشر. مشددا على أن هذه الخطوة الصعبة اتخذت بعد سلسلة مشاورات . وناشد عمرو أهل الخير في كل مكان، وذوي القلوب الرحيمة أن يسارعوا بشكل عاجل وفعال لخدمة الأيتام ومراعاة ظروفهم وتقديم يد العون لهم بعد غياب آبائهم. من جهته أكد الأستاذ على الحروب مدير مدرسة الصديق التابعة للجمعية أن المدرسة والجمعية بحاجة إلى التكاتف والمساعدات كي تستمر في مساعدة الأيتام والطلبة وتقديم أفضل الخدمات لهم في ظل الحصار المتواصل ضد مصادر الخير والجمعيات الخيرية العربية والأجنبية. من جانبهم أوضح عدد من أولياء الأمور أهمية استمرار الجمعية في عملها وتقديم يد العون والمساعدة للأيتام والتعليم المتميز لهم. وقال المواطن أبو سيف إن اثنين من أبنائه يتعلمان في المدرسة ويتلقيان أفضل التعليم، مشيرا إلى أن مئات الأيتام يجدون في الجمعية ملاذا لهم. وأبدى أسفه على الوضع الراهن والأنباء حول تقليص عدد الصفوف في الجمعية، مشددا على أهمية وقوف الجميع صفا واحدا ويدا واحدة في وجه الصعوبات. وفي محاولة منها للتغلب على الضائقة المالية التي تواجهها أطلقت الجمعية مؤخرا حملة لكفالة الأيتام تحت عنوان "اترك التدخين واكفل يتيم" موضحة أن تكلفة كفالة اليتيم الشهرية لا تتجاوز ثلاثين دولارا. فلسطين – عوض الرجوب