قام تلاميذ ثانوية تابريكت بسلا الأسبوع الماضي بتنظيم لقاء محوره القضية الفلسطينية. وتم لهذا الغرض استدعاء كل من محمد زكرياء العلمي، القائم بأعمال السفارة الفلسطينية، ووكيل وزارة الأوقاف في دولة فلسطين. واستُهل اللقاء، الذي حضره مدير المؤسسة وبعض أساتذتها وتلامذتها، بكلمات تقديمية للقاء تعاقب على إلقائها شباب وشابات ينتمون إلى الثانوية. وقد أعادت هذه الكلمات قضية الصراع العربي الصهيوني إلى جذوره الأولى، مثلما ذكرت بمختلف الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني، والتي وإن حملت العديد من التنازلات من الطرف الفلسطيني فإن الكيان الصهيوني لم يتوان عن نقضها والضرب بها عرض الحائط. وعبر وكيل وزارة الأوقاف في دولة فلسطين، من جهته، عن فخره بالنشاط الذي بادرت إليه ثانوية تابريكت، وبدقة المعلومات التي تضمنتها كلمات تلامذة المؤسسة، والتي زاد عليها شارحا بالتأكيد على أن "مشروع الدولة الصهيونية مشروع استعماري جاء لضرب الأمة الإسلامية ككل وفصل المشرق العربي عن الغرب العربي". وحمل، في سياق آخر، الأنظمة العربية مسؤولية ما يقع في فلسطينالمحتلة، ناعتا إياها بالتخاذل. أما محمد زكرياء العلمي، القائم بأعمال السفارة الفلسطينية، فاختار أن يخاطب الحضور من التلاميذ بنبرة متحمسة قائلا: "أنتم جيل المستقبل وأنتم من ستحررون فلسطين"، بيد أنه شرط الأمر بأن يتسلح هذا الجيل بالعلم، ف"نحن، يضيف العلمي، نريد بصراحة شعبا صديقا متعلما وليس جاهلا". وأشار القائم بأعمال السفارة الفلسطينية بشأن الاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني إلى أن "هذه الاتفاقات أعادت الفلسطينيين إلى أرضهم وأضحوا معها يقارعون الصهاينة على أرض واحدة، وأيضا كسرت نظرية إسرائيل القائمة على أن دولة الصهاينة ممتدة من النيل إلى الفرات"، على حد قول زكرياء العلمي. وكانت كلمات المتدخلين من فلسطينالمحتلة كثيرا ما تقطعها شعارات حماسية يصدح بها التلاميذ، منددين فيها بالغطرسة الصهيوينة والأمريكية ومؤكدين عبرها العزم على مواصلة الدعم للقضية الفلسطينية. وهي الحماسة التي أذكتها صور شهداء الحق والنضال من أجل تحرير الأرض المحتلة، التي زينت بها جدران القاعة التي نظم فيها اللقاء، وكذا الأعلام المغربية والفلسطينية المرفوعة والعديد من الرسوم الكاريكاتورية التي ما زالت تشهد على شموخ إبداع الشهيد ناجي العلي في تصويره بدقة عمق المأساة في فلسطينالمحتلة. يونس البضيوي / سلا