أعلن رئيس الحكومة الإسبانية ساباتيرو أن إسبانيا تدعم ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم في كرة القدم لسنة 2010 وجدد رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ساباتيرو رغبة بلاده في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين المغرب وإسبانيا، تتميز بالاحترام المتبادل والنظر إلى المستقبل بتفاؤل وثقة، وتجاوز كل سلبيات الماضي التي خيمت على العلاقات المغربية الإسبانية في ظل رئاسة خوسي ماريا أثنار للحكومة الإسبانية السابقة على مدى ولايتين متتابعتين(1996 - 2004). وأكد ساباتيرو في ندوة صحافية عقدها أول أمس بولاية الدارالبيضاء، في ختام زيارة قام بها إلى المغرب استغرقت ساعات قليلة فقط، أن عددا من الملفات العالقة التي تشغل بال البلدين معا قد تم التطرق إليها مع جلالة الملك محمد السادس ورئيس الوزراء إدريس جطو بما في ذلك الهجرة السرية وقضية الاستثمار الإسباني في المغرب، وقال:نحن عازمون على تكثيف علاقاتنا في جميع الميادين وعلى كل المستويات مشيرا إلى أن هذه الزيارة شكلت مناسبة لتحديد عدد من المشاريع ذات الطابع الاقتصادي في أفق النهوض وتشجيع الاستثمارات الإسبانية بالمغرب. وكان موضوع وحدتنا الترابية، بالنظر إلى الموقف الجديد الذي ينتظر المغاربة من حكومة ساباتيرو اتخاذه بعد الموقف السلبي لأثنار، حاضرا بقوة في الندوة، حيث أكد رئيس الحكومة الإسبانية في معرض رده على أسئلة الصحافيين أن بلاده ستتبنى موقفا بناء وإيجابيا من أجل التوصل إلى اتفاق كبير حول قضية الصحراء المغربية، يضمن حقوق كل الأطراف المعنية، مضيفا أن جميع هذه الأطراف مدعوة للدخول في حوار مكثف قصد التوصل إلى ذلك الاتفاق، الذي لم يخف صعوبته. وكشفت أجوبة ساباتيرو على أسئلة الصحافيين في موضوع المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية عن أن ملف هذين المدينتين لم يتم التطرق إليه خلال المحادثات التي أجراها مع المسؤولين المغاربة، مكتفيا بالقول، مخاطبا وسائل الإعلام، هذه أول مرة نتحدث عن سبتة ومليلية من خلال أسئلتكم، وموقف الحكومة معروف دون أن يفصح عن طبيعته، الأمر الذي لم يشبع فضول الراغبين في معرفة كل المستجدات المتعلقة بهذا الموضوع. وفي موضوع الهجرة السرية، أكد ساباتيرو أن حكومته ستعمل على اعتماد مقاربة جديدة بالشكل الذي يضمن لكل المهاجرين المغاربة حقوقهم وواجباتهم، كاشفا من خلال المحادثات التي أجراها مع المسؤولين المغاربة على إرادة البلدين لتعزيز تعاونهما في مجال محاربة الإرهاب والهجرة السرية. وقال إن الرباطومدريد سيعملان جنبا إلى جنب من أجل الحد من تدفق الهجرة السرية وتسهيل الهجرة المنظمة والقانونية والمفيدة للبلدين. معتبرا أن هذا هو السبيل للقضاء على الاتجار بالبشر، ومعربا عن استعداد السلطات الإسبانية التام لدعم الجهود التي يبذلها المغرب من أجل محاربة هذه الظاهرة. وأكد ساباتيرو، الذي كان يتحدث بكل أمل وثقة في مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، وهي تتجاوز حالة التشنج التي ميزتها في عهد أثنار، أن هذه العلاقة ستشهد خلال الأيام المقبلة حيوية من نوع آخر، وسيتم خلالها التطرق لكل الملفات العالقة والتوصل بشأنها إلى حلول مرضية لجميع الأطراف بما في ذلك ملف الصيد البحري والتعاون الأمني بين البلدين على خلفية الأحداث الإرهابية التي هزت الدارالبيضاء في 16 ماي ,2003 والأحداث التي هزت مدريد في 11 مارس الماضي، وشراكة المغرب مع الاتحاد الأوروبي، كاشفا في الوقت نفسه عن لقاءات مستقبلية لمسؤولين مغاربة مع نظرائهم الإسبان. وفي هذا السياق أشار ثباتيرو إلى زيارة مقبلة سيقوم بها رئيس الوزراء إدريس جطو إلى مدريد، مقابل زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس إلى المغرب. وعلى خلفية ما أصبحت جاليتنا تعيشه بالديار الإسبانية من حالات عنف وعنصرية نظرا لتورط مغاربة في أحداث 11 مارس الماضي، وردود فعل الشارع الإسباني في أعقاب ذلك، أكد ساباتيرو أن المجتمع الإسباني أبان عن تفاعل إيجابي مع هذه الأحداث الأليمة حيث تجنب المواطنون الإسبان الخلط بين مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة، وبين البلد الذي ينتمون إليه. من جانب آخر، قام جلالة الملك محمد السادس قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ورئيس الحكومة الإسبانية ساباتيرو أول أمس السبت بساحة محمد الخامس بالدارالبيضاء بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي نصبت بأمر من جلالته، تخليدا للذكرى الأولى لأحداث 16 ماي الإرهابية، وقد تضمنت اللوحة أسماء كل الضحايا، مكتوبة بالعربية والفرنسية والإسبانية والإيطالية بحسب جنسياتهم. كما أصدر المغرب وإسبانيا بيانا مشتركا في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها أول أمس للمغرب رئيس الحكومة الإسبانية أكد فيه الجانبان عزمهما على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، كما أكدا تشبثهما بالعمل سويا على بناء علاقات نموذجية على أسس سليمة ومتينة ومنظمة، والارتقاء بها إلى مستوى شراكة استراتيجية في كل المجالات. واتفق الطرفان في هذا الصدد على إعداد مخطط عمل يحظى بالأولوية ويعتمد على التشاور والمسؤولية المشتركة. عبد الرحمان الخالدي