حل مساء أول أمس (الأحد) بالرباط رئيس الحكومة المستقلة لجزر الخالدات (حكم ذاتي ضمن إسبانيا)، آدان مارتين مرفوقا بوفد هام من حكومته، في زيارة للمغرب من المتوقع أن تنتهي اليوم، بعد أن أجرى خلالها لقاءات مع العديد من المسؤولين المغاربة، استهدفت تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب وحكومة جزر الخالدات في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، في انتظار أن يحل في الأسبوع المقبل رئيس حكومة كاتالونيا في زيارة مماثلة للمغرب. وتأتي زيارة آدان مارتين تتويجا للزيارة التي قام بها سلفه رومان رودريغيث إلى المغرب السنة الماضية في سياق فتح صفحة جديدة من التعاون والتعامل بين الطرفين، وتدشين موقف جديد من الصحراء المغربية، بعد أن كانت حكومة جزر الخالدات تدعم بشكل صريح وواضح جبهة انفصاليي البوليساريو، وذلك في سياق المرحلة الجديدة التي دخلتها العلاقات المغربية الإسبانية بعد وصول لويس رودريغيت ساباتيرو إلى رئاسة الحكومة في 14 مارس الماضي، وقيامه بأول زيارة خارجية إلى المغرب بعد تنصيبه بحوالي أسبوع. وتشكل هذه الزيارة بداية لمرحلة جديدة من تدشين علاقات جيدة بين المغرب والعديد من الحكومات الجهوية، بما في ذلك حكومة لاس بالماس والحكومة الكاتالانية، إذ من المرجح أن تعرف هذه العلاقات تقدما ملموسا في ظل رئاسة لويس ساباتيرو للحكومة الإسبانية الحالية، الذي طالما شجع على مواصلة هذه العلاقة مع المغرب، دون تجاوز للمصالح العليا لإسبانيا، على خلاف التضييق الذي كان يمارسه خوسي ماريا أثنار، رئيس الحكومة السابق الذي كان يرى في كل تقارب بين المغرب وهذه الحكومات تجاوزا للحكومة المركزية الإسبانية. وكانت أول مبادرة أرخت لبداية مسار جديد بين جزر الخالدات والمغرب هي التي اتخذتها رئاسة الحكومة المحلية لجزيرة لاس بالماس الكبرى ضمن أرخبيل جزر الخالدات في مطلع الشهر الثاني من السنة الجارية، والتي تمثلت في إلغاء شعار ضخم في جبل فارغاس المحاذي لمطار المدينة التي تحمل اسم الجزيرة، وكان الشعار حينها يحمل عبارة تدعم جبهة البوليساريو مصحوبة بعلم هذه الأخيرة، وهو الشعار الذي وصفه حسين مجذوبي (متخصص في العلاقات المغربية الإسبانية) في مقال له بالقدس العربي بأنه أقيم منذ حوالي ثلاثين سنة على مساحة خمسة آلاف متر مربع، وكان يراه كل زائر إلى لاس بالماس الكبرى، بل كان يبدو للعيان جوا على بعد العديد من الكيلومترات. وكان رئيس هذه الجزيرة، مانويل صوريا، قد أقدم على إلغاء هذا الشعار، الأمر الذي اعتبره الكثيرون بمثابة تغيير جذري في موقف هذه الحكومة من قضية البوليساريو، وسعي نحو تحقيق تقارب مع المغرب. عبد الرحمان الخالدي