ينتظر أن يكون وزير الشؤون الخارجية الإسبانية ميخيل أنجيل موراتينوس قد حل بالجزائر عشية أمس الإثنين في زيارة قصيرة استغرقت بضع ساعات، ليناقش مع المسؤولين الجزائريين عددا من القضايا المحلية والإقليمية والثنائية، بما في ذلك قضية الصحراء المغربية والموقفين الجزائري والإسباني منها، وعلاقات الاتحاد الأوروبي بمنطقة المغرب العربي، فضلا عن قضايا التعاون الأمني بين البلدين وتطورات الاحتلال الأمريكي للعراق. وتعتبر زيارة موراتينوس أول زيارة يقوم بها مسؤول إسباني في حكومة خوسي لويس سباتيرو إلى الجزائر، وثاني زيارة يقوم بها المسؤول نفسه إلى بلد عربي منذ توليه مسؤولية الخارجية الإسبانية في الشهر الماضي، بعدما كانت زيارته الأولى إلى المغرب رفقة رئيس الحكومة الإسبانية سباتيرو إلى المغرب في 24 أبريل الفارط. ومن القضايا الأساسية التي تشغل بال المهتمين بمستقبل العلاقات الجزائرية الإسبانية، على ضوء الموقف من الوحدة الترابية للمملكة والمستجدات الإقليمية، من حيث تخصيص ساباتيرو أول زيارة خارجية له إلى المغرب وتصريحاته المشجعة في الموضوع، قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خاصة وأن رئيس الحكومة الإسبانية سباتيرو قد أكد بمدينة الدارالبيضاء نهاية الأسبوع الماضي ضرورة البحث عن حل لهذا النزاع، والدخول في حوار مباشر يفضي إلى التوصل إلى اتفاق كبير يضمن حقوق كل الأطراف المعنية، علما أن مجلس الأمن الدولي صادق يوم الخميس الماضي على القرار رقم 1541 الذي ينص على تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء المينورسو لمدة ستة أشهر أخرى، أي إلى غاية 31 أكتوبر .2004 وتفيد دعوة ساباتيرو كل الأطراف المعنية إلى الدخول في حوار مباشر حول الصحراء المغربية بأن الحكومة الإسبانية تعي جيدا أن حل هذا المشكل تتحمل الجزائر فيه نصيبا وافرا، من خلال احتضانها لجبهة البوليزاريو. من جانب آخر، تنظر بعض الأوساط المتتبعة لمسار ومستقبل العلاقات الجزائرية الإسبانية بنوع من الترقب والتوجس، بالنظر إلى الموقف الجزائري من الصحراء المغربية في مقابل التطور الملموس في الموقف الإسباني من القضية نفسها، فضلا عن أن الحكومة الجزائرية الآن تنتظر ما ستقدم عليه حكومة سباتيرو لرسم المعالم الجديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحديد أوجه القطيعة والاستمرارية في السياسة التي انتهجها البلدان في ظل حكومة خوسي ماريا أثنار السابقة، حيث سجل تعاون وتنسيق بين البلدين على مستوى عال، توج بالتوقيع على اتفاقية الصداقة وحسن الجوار. ومن جهة أخرى من المنتظر أن تعمل إسبانيا، التي عبرت عن دعمها لكل حوار جدي بين الأطراف المعنية حول الصحراء المغربية، إلى جانب فرنسا، التي طالما أكدت مغربية الصحراء، على تكريس الأمن والاستقرار بالمغرب العربي، الذي يعتبر ذا حيوية ومركزية في السياسة الخارجية لكل من باريس ومدريد، والعمل على تجاوز التنافس الفرنسي الإسباني على شمال إفريقيا، وهو ما تطرق إليه رئيس الحكومة الإسبانية سباتيرو مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الأسبوع الماضي بباريس. عبد الرحمان الخالدي