كثف الاحتلال الإسرائيلي من أساليبه القمعية ضد الأسرى الفلسطينيين لانتزاع اعترافات منهم بالتهم التي توجه إليهم. وأكد عدد من المحامين الفلسطينيين أن قوات الاحتلال الإسرائيلية جددت مؤخرا وبشكل واسع من اعتمادها على غرف العصافير (العملاء) لانتزاع الاعترافات من الأسرى الفلسطينيين وخاصة القاصرين. ونقل محامو نادي الأسير الفلسطيني بعد زيارتهم عدد من السجون ومراكز التحقيق والتوقيف الإسرائيلية عن عدد من المعتقلين قولهم إنهم تعرضوا لأساليب تعذيب واعتداءات وتنكيل وإهانات أثناء اعتقالهم واستجوابهم على أيدي المحققين وجنود الاحتلال. وقال المحامي لؤي عكة إن المحققين يستخدمون أساليب غير قانونية ويحاولون النيل من الحالة النفسية لأهالي الأسرى، لا سيما من خلال قيام إدارة السجن بالسماح للأسير المعتقل بالتحدث إلى أهله طالبا منهم إيفاد محام لزيارته بأسرع وقت، وعندما يقوم الأهل بذلك يبلغ المحامي أن الأسير "تحت المنع الأمني"، ولا يسمح للمحامي بلقائه، ويحدث ذلك مع معظم المعتقلين في أقبية التحقيق. وذكر عكة أن " بعض الأسرى منعت زيارتهم منذ فترة طويلة جدا ، كالأسير غسان أبو خيران من الخليل ، الذي منعت زيارته للمرة السادسة ، وهو يخضع للتحقيق منذ اعتقاله يوم 20 شباط الماضي ". وأكد محامون آخرون يتابعون قضايا وأوضاع الأسرى في أقبية التحقيق أن 90% من الأسرى يدلون باعترافات في غرف العملاء (العصافير) ، وان منهج المحققين يعتمد بالأساس على انتزاع اعترافات بواسطة الخداع من خلال المتعاونين ، حيث يتعرض الأسرى لضغوط نفسية وأساليب ابتزاز للمعلومات منهم. ونقل تقرير أصدره نادي الأسير عن المحامين قولهم " أن الأثر النفسي على الأسرى الذين يدلون باعترافات في غرف العملاء كبيرا جدا ، ويفوق أثره عندما يعترفون أمام المخابرات الإسرائيلية". وقال المحامي عكة إن الأسلوب الجديد في غرف " العصافير " يسمى الأسلوب المزدوج ، ويبدأ عندما يكشف " المتعاونون" للأسير بطريقة عن أنفسهم ، ما يطمئن الأسير إلى نجاحه في اكتشاف أمرهم، وانتهاء "مرحلة العصافير" التي يسمع عنها، وبعد ذلك يتم نقله إلى سجن آخر يزج فيه داخل غرف عملاء أخرى، فيظن انه في السجن العادي ومع أسرى عاديين وليسوا عملاء فيبدأ بالحديث دون تردد عن أموره وهو لا يدري انه من جديد في غرفة عملاء! وقال الأسير (م.ي) انه مكث في غرف "عصافير" سجن عسقلان لمدة 8 أيام ، وتعرض لضغوط نفسية شديدة من قبلهم إلى درجة انه " صار يشك بوطنيته، وأنهم لن يخرجوه إلى سجن عام ما لم يثبت وطنيته ونقاءه، فقام بالاعتراف"! وأبلغ الأسير أحمد إبراهيم بسيسي 25 عاما من طولكرم، والمعتقل في سجن "عسقلان " المحامي عكة أن قوة من المستعربين قامت باختطافه من وسط مدينة نابلس ، وتم خلال ذلك وضع البندقية في فمه ، حيث أدى لإلى جرح في المريء والتهاب حاد ، مؤكدا أن هؤلاء ضربوه بالخوذة على وجهه ، وقاموا بإطفاء السجائر على القيود البلاستيكية كي تحترق على يديه. وأوضح بسيسي انه تعرض لتعذيب شديد في مركز تحقيق " بيتح تكفا" حيث شبح معلقا على " البكرة " لساعات طويلة ، ولم يقدم له العلاج رغم انه يعاني من آلام شديدة في ظهره وقدمه . وأضاف أن أحد الضباط في محكمة "سالم " طلب منه الإمساك بالمكنسة وتنظيف ساحة المحكمة وسط سخرية واستهزاء الجنود ، حيث رفض القيام بذلك. أطفال تحت التعذيب من جهة أخرى ، قال المحامي حمودة انه التقى في سجن " بنيامين " قرب " عوفر " 12 طفلا، وأنهم اجبروا على الإدلاء باعترافات حول أعمال يقوموا بها ، وتم إجبارهم على التوقيع على إفادات مكتوبة باللغة العبرية ، لا يعرفون مضمونها ، وذلك بعد قيام المحققين بضربهم ضربا مبرحا ، وتهديدهم ، وممارسة الضغط النفسي عليهم. وفي السياق ذاته ، ذكر عدد من الأسرى في معسكر " قدوميم " العسكري ، انهم تعرضوا للضرب والتنكيل والإهمال الطبي. فلسطين – عوض الرجوب -التجديد