أكد عبد العزيز عماري، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أن الحكومة تجعل من قضايا الشباب أولوية استراتيجية وورشا حكوميا أفقيا يتجاوز النظرة القطاعية ويتجه إلى بلورة تصور استراتيجي شمولي يُنسق ويدعم جهود المتدخلين في قضايا الشباب وفق مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين السياسيين والجمعويين في مجال الشباب. وأضاف الوزير في كلمة بمناسبة مشاركته مساء يوم الخميس 14 يناير 2016، بمقر مجلس النواب، في لقاء دراسي، نظمه فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، بتنسيق مع الشبيبة الاشتراكية، حول موضوع "المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي والاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب"، أن الحكومة " المُنبثقة من رحم الشعب في انتخابات تشريعية نظمتها بلادنا عقب حراك شبابي أثمر دستور 2011، مُلتزمة بتنزيله، ومن ذلك الفصلين 33 و 170 المتعلقين بإحداث المجلس الأعلى للشباب والعمل الجمعوي وإنشاء مجالس جهوية للشباب، ليكون الشباب مشاركا في هندسة وتتبع تنفيذ السياسات العمومية". وبعدما أوضح الوزير بأن الدستور يؤكد على الديموقراطية التشاركية المواطنة، التي تقوم بدور تكاملي مَع الديموقراطية التمثيلية، أشار إلى "مُحاولات البعض في مرحلة زمنية سابقة من تاريخ بلادنا فَتح "الجمعيات" أمام الشباب، لسحب البساط من تحت الأحزاب السياسية، غير أن ذلك لم ينجح"، مُؤكدا على الدور الذي تقوم به الشبيبات الحزبية في تأطير الشباب إلى جانب قيام الجمعيات المدنية بأدوار مهمة تروم من خلالها توسيع مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتسيير ولوج الشباب للثقافة والعلم والتكنولوجيا والفن والرياضة. إلى ذلك، أكد عبد العزيز عماري أن الشباب يظل رمزا للحماس، ومواجهة التقليد، وفي بعض الأحيان رمزا للرفض، ورمزا للتغيير والتجديد الفكري، وأيضا رمزا للانفتاح على كل ما هو حديث، من خلال تفاعله مع شبكات التواصل الاجتماعي، ومع التكنولويجات الحديثة، ومن هنا تبرز حيوية الشباب، يواصل الوزير حديثه "نحتاج إلى شباب يعتز بمغربيته ويعتز بانتمائه للوطن، رغم التحديات والإكراهات، وباقي الصعوبات، غير أنه يظل تواقا إلى أن يَكون مساهما في المستقبل في صناعة سياسات عُمومية من شأنها إنقاذ مجموعة من الشباب من كل أشكال التطرف، وإخراجه من براثن البطالة والجريمة، وباقي التحديات التي تقف في وجه الشباب". إلى ذلك، حذر الوزير من مغبة، عدم استيعاب الأحزاب وباقي المؤسسات الطاقات الشابة، إذ "لا بديل عن إشراك الشباب إلا أشياء لا تليق بهذا الوطن"، داعيا إلى مزيد من تعزيز مشاركة الشباب سواء على المستوى السياسي أو المدني، لأن المُهم هو أن يكون شابا فاعلا". يختم الوزير عبد العزيز عماري كلمته.