على إثر زيارة الدكتور عماد الدين خليل، الأديب والمفكر والداعية والشاعر العراقي، لمدينة وجدة، نظمت جمعية النبراس الثقافية لقاء معه يوم السبت 5 صفر الخير 1425ه الموفق 27 مارس ,2004 حيث ألقى محاضرة بمقر الجمعية بعنوان: نحو مرجعية ثقافية في العالم الإسلامي، وذكر في بداية مداخلته مجموعة من المقدمات من قبيل أن الصورة المهزوزة عن الإسلام وأفكاره وحلوله جاءت بسبب عدم اختيار المؤهلين الأكفاء للتعبير عن صوت الإسلام، ودعا إلى ضرورة اختيار الأشخاص وفق المصالح الشرعية للإسلام في ضوء المقاصد العامة له. وأكد الدكتورعماد الدين خليل على وسيلة ضرورية يتطلبها نجاح أي برنامج وتطور أي بلد، وهي البرمجة والتخطيط على المستويات القريبة والمتوسطة وبعيدة المدى، وقال إنه لكي يكون العمل مثمرا، فلا بد من إيجاد جهة مركزية تسهر على ترشيد كل الأعمال التي تقوم بها كل جهة حتى نتفادى تكرار الموضوعات وتبديد الجهود وإضاعة المال فيما لا طائل وراءه، ووضح ذلك من خلال أمثلة عديدة، ومن العناصر الضرورية لتكوين الشخصية المسلمة الإيمان بالبعد الغيبي، الذي يرى أن النظام أحادي القطب يسعى جاهدا نحو الإجهاز على هذا المكسب، وتوصل الدكتور إلى أنه لتدارك الأزمة لا بد من إيجاد بدائل متنوعة وجادة نحو تكوين مرجعية ثقافية، وقال إنه للوصول إلى ذلك لا بد من برمجة مضبوطة، بالإضافة إلى التكوين متعدد الاختصاصات، إذ التكوين أحادي الجانب من أكبر المشاكل التي يعاني منها مثقفو الأمة، ومن هنا ضرورة الجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية، ثم أكد على استغلال الندوات والحوارات والأيام الدراسية التي تعقد في دول العالم استغلالا عاقلا، بالإضافة إلى دور النشر الإسلامية. وقال بشأن تكوين جهة مركزية تشرف على هذا العمل: إما أن نكون أمام إمكان تحقق هذا الأمر فالواجب أن نبدأ، أو نكون أمام استحالته في الوقت الراهن فيجب البحث في العوائق وإعلان التحدي، لأن التحدي يصنع التاريخ، وختم قائلا إن نجاح كل الأعمال متوقف على إرادة التغيير المخطط. وفي الأخير استمتع الحضور الغفير بقراءات شعرية لكل من الدكتور محمد علي الرباوي والدكتور حسن الأمراني والدكتور عماد الدين خليل، مع حضور صوت البراءة (الأطفال) وختم هذا اللقاء بالمناقشة.