تستعد الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية لإبرام اتفاق خاص بالمساعدة المتبادلة بين الإدارتين الجمركيتين للبلدين، في إطار التعاون الأمني القائم بينهما، وهو التعاون الذي أكده الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في حوار أخير أجرته معه قناة المنار اللبنانية نهاية الأسبوع الماضي، نافيا رغبة بلاده في احتضان قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها. وفي هذا السياق، أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية في السابع والعشرين من الشهر الجاري، أن المدير المكلف بالتعاون و العلاقات الخارجية بالمديرية العامة للجمارك الجزائرية قد قام بزيارة إلى واشنطن من 22 إلى 26 مارس الجاري لإجراء الجولة الثانية من المفاوضات (بعد أن كانت الجولة الأولى قد تمت في دجنبر 2003) مع مسؤولي مصالح الجمارك الأمريكية التابعة لوزارة الأمن الداخلي. ومن جهة أخرى، تؤكد المعطيات المتوفرة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تراهن على دول شمال إفريقيا في التعاون معها للقضاء على ما تسميه بمعاقل الإرهاب، فقد أعلن أخيرا مسؤول أمريكي أن خبراء عسكريين أمريكيين سيتولون تدريب القوات الجزائرية على مكافحة التهديد الذي يفرضه المتمردون في الصحراء الشاسعة في إطار الحرب على الإرهاب، الأمر الذي يعتبر من أبلغ الدلائل على المستوى الرفيع الذي وصل إليه التعاون الأمني بين البلدين. ونقلت مصادر صحافية أن متحدثا باسم السفارة الأميركية في الجزائر العاصمة أشار إلى أن التعاون الأميركي الجزائري، بما في ذلك التعاون العسكري، أصبح يشمل مجالات عديدة، وأنه في العام الماضي زادت برامج التعليم والتدريب العسكري الأمريكي للجزائر. وفي الاتجاه نفسه، من المنتظر أن يقوم أحد مسؤولي القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا، الجنرال شارل وولد، بزيارة للجزائر قبل نهاية ماي المقبل، ضمن زيارة تقوده إلى جنوب إفريقيا ونيجيريا والنيجر، بهدف التعاون والتنسيق في سبل القضاء على معاقل الإرهاب. وتعتبر الإدارة الأمريكية أن التركيز على التعاون الأمني مع بعض الدول الإفريقية، وعلى قائمتها دول شمال إفريقيا، أحد أولوياتها في إطار إعادة هيكلة القوات الأمريكية في أوروبا في مجال مكافحة الإرهاب. وفي موضوع التعاون الأمني نفسه، كانت الجمارك الأمريكية قد قامت في وقت سابق باستدعاء ممثلين مغاربة عن الأمن الوطني والدرك الملكي والجمارك المغربية للقيام بجولة استطلاعية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخاصة داخل بعض المطارات والموانئ، وأيضا للقيام بزيارة لأكاديمية جلنكو للجمارك بولاية جيورجيا. وأفادت مصادر ذات صلة بالجمارك المغربية والضرائب غير المباشرة حينئذ أن تلك الجولة مكنت أعضاء الوفد المغربي من مجموعة من الإمكانات البشرية والمادية التي تستعمل خاصة في مراقبة الحدود. وكان استدعاء الولاياتالمتحدةالأمريكية للوفد المغربي بمثابة تتويج لمسلسل تداريب تكوينية أولى نظمتها جمارك الولاياتالمتحدةالأمريكية لفائدة مثيلتها المغربية في موضوع سلامة ومراقبة الحدود من 13 إلى 21 أكتوبر الماضي ومن 23 إلى 24 من الشهر نفسه، وكل ذلك في إطار تقوية العلاقات الثنائية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، وخاصة في مجال التعاون الأمني بين البلدين. عبد الرحمان الخالدي