التقى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الخميس في العاصمة الليبية طرابلس بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في ما يعد مكافأة لليبيا على قرارها بالتخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل. وتأتي هذه الزيارة، وهي الأولى لرئيس حكومة بريطانية منذ 50 عاما، في إطار التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات بين ليبيا والغرب. وعشية الزيارة، حث بلير المجتمع الدولي على أن يعرض الشراكة على دول مثل ليبيا تخلت عن الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. وأضاف بلير: لا يعني ذلك نسيان آلام الماضي، ولكنه يعني الاعتراف بأن الوقت قد حان للتقدم إلى الأمام. وكانت ليبيا قد أعلنت الشهر الماضي عن الزيارة. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون السياسية إنه من المتوقع أن يعرض بلير على القذافي أن يرسل بقوات ليبية ليتم تدريبها في بريطانيا. ويشمل العرض البريطاني تدريب الضباط الليبيين في الكلية العسكرية الملكية البريطانية ساندهرست. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون السياسية آندرو مار إن الغرض من تقديم المعونة العسكرية لليبيا إقناعها بأنها ليست بحاجة لأسلحة دمار شامل للدفاع عن نفسها. وقد انتقد حزب المحافظين المعارض الزيارة قائلا إنه لا ينبغي نسيان دعم ليبيا للإرهاب في الماضي ووصف وزير خارجية حكومة الظل في حزب المحاظفين مايكل انكرام الزيارة بأنها شيء مذهل، خاصة وأنها تأتي بعد مشاركة بلير في القداس الذي أقيم على أرواح ضحايا العملية الإرهابية في مدريد. وقال إنكرام إن بريطانيا نفسها عانت من الدعم الليبي للإرهاب في إشارة إلى حادث تفجير طائرة لوكيربي ومقتل ضابطة الشرطة البريطانية فليتشر، بالإضافة إلى دعم الجيش الجمهوري في إيرلندا الشمالية. كما أشار إنكرام إلى أن القذافي يدعم حكومة روبرت موجابي رئيس زيمبابوي، والذي تفرض عليه بريطانيا حظرا حيث تم تعليق عضوية بلاده في الكومنولث. ودافع جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني عن موقف بلير بقوله إنه من الصواب الدخول في حوار مع العقيد القذافي.