انطلقت، يوم الأحد 15 نونبر 2015، فعاليات قمة قادة مجموعة العشرين (G20)، التي تستضيفها تركيا في مدينة أنطاليا، على مدار يومين، والتي تشهد مشاركة أذربيجان، وإسبانيا، وماليزيا، والسنغال، وسنغافورة، وزيمبابوي، جنبًا إلى جنب، مع أعضاء مجموعة ال 20، كما يحضر القمة حوالي 13 ألف ضيف، بينهم 2469 من مندوبي وسائل الإعلام، يغطون فعاليات القمة. وعُقدت أكثر من 70 جلسة، بما في ذلك جلسات على المستوى الوزاري، تحت الرئاسة التركية منذ دجنبر 2014، فيما شهدت مدينة إسطنبول عقد أول اجتماع لوزراء الطاقة، في تاريخ مجموعة العشرين، في 2 أكتوبر 2015. وتتصدر 3 موضوعات رئيسية أعمال القمة، وهي "الشمول الاقتصادي، والاستثمار، والتنفيذ"، وفقًا لأولويات الرئاسة التركية. وتناقش القمة تعزيز الاقتصاد العالمي، وجعله أكثر شمولًا، وتعميق الحوار والتعاون بين دول مجموعة ال 20 والبلدان النامية المنخفضة الدخل، والتنمية المستدامة، وزيادة الاستثمارات، وتنفيذ ومتابعة التزامات مجموعة العشرين. كما تتناول القمة، قضايا التنمية والتغير المناخي والإرهاب، وأزمة اللاجئين واللوائح المالية، وجدول الأعمال الضريبي الدولي، وإجراءات مكافحة الفساد، وإصلاحات صندوق النقد الدولي، وقضايا التجارة والطاقة واعتماد خطة العمل أنطاليا. وتختتم القمة بعرض يقدمه الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي ستتولى بلاده رئاسة المجموعة لعام 2016، يتم بعدها الإعلان عن نتائج قمة أنطاليا، في مؤتمر صحفي عالمي يرأسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. واجتمع قادة مجموعة العشرين 9 مرات، منذ عام 2008، ويمثل أعضاء المجموعة حوالي 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75 في المائة من التجارة العالمية، و66 في المائة من سكان العالم. وفي نهاية غشت الماضي، خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي، لاقتصادات مجموعة العشرين من 3.1 في المائة إلى 2.8 في المائة في 2016، فيما سجلت دول المجموعة نموًا بواقع 3.4 في المائة عام 2014، مقارنة بنمو 3.2 في المائة عام 2013. وقالت موديز في بيان، نشرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء حينذاك، إن خفض توقعاتها لمعدل نمو اقتصادات مجموعة العشرين في العام المقبل، يعكس بشكل أساسي تأثير التباطؤ، المتوقع في الصين، والآثار السلبية لانخفاض أسعار السلع الأساسية، خلال فترة طويلة على المنتجين في مجموعة العشرين، أكثر مما كان متوقعًا في وقت سابق. التاريخ والنشأة: وارتبط تأسيس مجموعة العشرين، منذ البداية بالانشغال بالأبعاد الاقتصادية، فكانت نشأتها في عام (1999)، محاولةً لترسيخ آلية يلتقي خلالها وزراء مالية، ومدراء البنوك المركزية، لأكبر الدول الصناعية في العالم، وذلك عقب الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم (1997-1998). ونتجت (مجموعة العشرين)، بالأساس من (مجموعة الثمانية G8)، التي انشغلت منذ البداية أيضًا بالقضايا الاقتصادية العالمية، وكانت تسمى (مجموعة السبعة G7) قبل انضمام روسيا لها في عام 1997، كما كانت تسمى أيضاً (بمجموعة الستة G6) قبل انضمام كندا في عام 1975. وبلغت مجموعة العشرين ذروة مجدها خلال الاجتماع الحيوي المعروف ب "قمة واشنطن" في (تشرين ثاني/نوفمبر 2008)، والذي تم من خلاله الحيلولة، في اللحظات الأخيرة، دون تداعي وانهيار النظام الاقتصادي العالمي، إثر اتفاق القادة على خطة غير تقليدية. العضوية والتكوين: تتكون مجموعة العشرين من الدول التالية (19 دولة + الاتحاد الأوروبي)، وهي (الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، الولاياتالمتحدة). وفي كل عام يمكن لمجموعة العشرين دعوة مجموعة محدودة من البلدان أو المنظمات الإقليمية للمشاركة في اجتماعاتها الدورية السنوية. وتعنى مجموعة العشرين بالعمل على كل من: 1- تنسيق السياسات بين الدول الأعضاء من أجل تحقيق استقرار النظام الاقتصادي العالمي. 2- دعم الإصلاحات المالية التي تقلل من المخاطر، وتمنع وقوع أزمات مستقبلية. 3- تحديث بنية النظام الاقتصادي العالمي. الرئاسة والاجتماعات: ليس لمجموعة العشرين رئيس ثابت، أو أمانة دائمة، بل دأبت على اختيار أحد بلدانها الأعضاء كل عام لتولي الدعوة إلى انعقاد المجموعة، وتنسيق سير أعمالها، ورئاستها، وتتولى (تركيا) حاليًا مهام رئاسة المجموعة. ويقوم بالتنسيق لمجموعة العشرين ما يعرف بالترويكا، وهي مكونة من الدولة التي تولت رئاسة المجموعة في العام الماضي، والدولة التي تتولى حاليًا، إضافة إلى الدولة التي ستتولى في المستقبل، وتشكل الدولة، التي تترأس المجموعة في كل عام بتشكيل أمانة مؤقتة للتنسيق. وأعضاء (الترويكا) الحاليون للمجموعة هم أستراليا (مضيف القمة 2014)، وتركيا (مضيف 2015)، والصين (مضيف 2016). وكانت قمة واشنطن في 2008 هي الاجتماع الأول لمجموعة العشرين على مستوى قادة الدول، ومن حينها وهم يجتمعون دوريًا كل عام على الأكثر. وفي الوقت نفسه فإن وزراء المالية، ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين يجتمعون سنويًا منذ تأسيس المجموعة وبداية انعقاد اجتماعاتها في سنة 2000. ولضمان أن تعكس المناقشات في المجموعة مصالح مجموعة واسعة من الدول، يقوم الرئيس كل عام بدعوة عدد من الدول الأخرى (غير الأعضاء)، كضيوف للمشاركة في اجتماعات العام، بما في ذلك قمة القادة. ويعمل مضيف المجموعة الحالي مع مضيفيها السابق والقادم (ترويكا مجموعة العشرين) للمساعدة على ضمان الاستمرارية في جدول أعمالها. ويجري التحضير للقمة السنوية من قبل كبار المسؤولين، الذين يمثلون قادة المجموعة وفي إطار التحضير لها، تستضيف تركيا مجموعة من التجمعات بما في ذلك اجتماعات وزراء المالية، والتجارة، والعمل، ومجموعات العمل حول مواضيع محددة.