تلتقي مجموعة العشرين التي انشئت عام1999 بعد الازمتين الاسيوية والروسية لجمع الدول الصناعية والناشئة الكبرى حول طاولة واحدة, في نهاية الاسبوع الجاري في واشنطن في اول قمة تعقد على مستوى قادة دولها الاعضاء. ويناقش قادة دول المجموعة ايضا خلال اجتماعاتهم مسائل الميزانيات والنقد والنمو والتجارة والطاقة وتمثل المجموعة ثلثي سكان العالم وحوالى90 % من اجمالي الناتج الداخلي العالمي. وتثير تسمية «»مجموعة العشرين»» التباسا في بعض الاحيان اذ تستخدم ايضا في اطار مفاوضات منظمة التجارة العالمية في اشارة الى مجموعة تضم ايضا البرازيل والصين واندونيسيا والمكسيك والارجنتين, انشئت خلال قمة منظمة التجارة العالمية في كانكون (المكسيك) عام2003 . وتجمعت دول تلك المجموعة برعاية البرازيل للدفاع عن مصالحها الزراعية في وجه الدول الغنية وهي تطالب الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة واليابان بوقف مساعداتها الزراعية لاعتبار انها تثير خللا في عمل الاسواق الدولية وتلحق ضررا بالدول النامية. ولا يزال هذا الموضوع يثير جدلا كبيرا في الأوساط الاقتصادية الدولية أدى إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق شامل حول التجارة الدولية داخل المنظمة العالمية للتجارة، بحيث لم تتمكن جولة الدوحة من التقدم قيد أنملة بالرغم من عدة اجتماعات تم عقدها هنا وهناك في محاولة لتقريب وجهات النظر بين فقراء العالم وأغنيائه، خاصة أن الدول الفقيرة لا تتوفر على ما يكفي من الإمكانيات لمنافسة الدول الأغنى، في كل المجالات. ولم يتمكن الأعضاء داخل المنظمة من التوصل إلى تفاهم بالرغم من أنهم كانوا قريبين من ذلك في اجتماع خلال يوليوز الماضي في جنيف، وقد انتهى الاجتماع وقتئذ إلى فشل جديد بسبب الخلافات الحادة التي اشتعلت من جديد بين الولابات المتحدة والهند والصين حول تفاصيل حماية مصالح الدول الفقيرة في ما يتعلق بالمنتوجات الزراعية. وتسابق الولاياتالمتحدة الزمن من أجل إحياء جولة الوحة ورمي الكرة خارج ملعبها في أفق الاجتماع المرتقب لمجموعة العشرين، وهو ما يفسر قيام ممثلة التجارة الامريكية سوزان شواب بزيارة مفاجئة لبروكسل يوم الاثنين لمناقشة مساعي إحياء جولة الدوحة المتعثرة من محادثات التجارة العالمية، ويمثل هذا الاجتماع أول اجتماع مباشر لها مع المفوضة التجارية الجديدة للاتحاد الاوروبي. وجاءت هذه الزيارة قبل أيام قليلة من اجتماع لزعماء كبرى الدول المتقدمة والنامية في واشنطن لمناقشة الازمة المالية العالمية حيث يأمل المسؤولون الامريكيون أن يتبنى خلاله الزعماء بيانا قويا لتعزيز جولة الدوحة التي تواجه مصاعب منذ فترة طويلة. وحثت كاترين اشتون مفوضة التجارة الجديدة بالإتحاد الاوروبي الدول على مضاعفة جهودها لانجاح جولة الدوحة التي اتفق على اطلاقها قبل نحو سبع سنوات والتي كان مقررا اتمامها بحلول يناير2005. وقال شون سبيسر المتحدث باسم شواب التي تترك منصبها في20 يناير القادم بنهاية الفترة الرئاسية لجورج بوش إن هذا هو أول اجتماع مباشر بين اشتون التي عينت الشهر الماضي وشواب. ويرى مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أنه من الممكن تحقيق انفراجة في جولة الدوحة هذا العام . وخلال اجتماع مجموعة العشرين يومي الجمعة والسبت المقبلين سيسعى قادة الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة الكبرى المشاركين للتوصل الى اتفاق حد ادنى حول سبل احتواء الازمة المالية التي تهدد بالتسبب بانكماش خطير في الاقتصاد العالمي. وتواجه مطالبة الاوروبيين باقرار اجراءات عملية خلال قمة واشنطن عدة عقبات. ويطالب الاوروبيون برئاسة فرنسية بان تطلق القمة عملية اعادة صياغة كاملة للنظام المالي تكون بمثابة «بريتون وودز ثانية» شبيهة بالاتفاقيات التي تحكم النظام المالي العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقر الاميركيون والاوروبيون بضرورة تعزيز الشفافية المالية وضبط المخاطر والتنسيق بين مختلف انظمة الضبط الوطنية والتوفيق بشكل اكبر بين قواعد المحاسبات ورسملة المصارف. بيد أن مسؤولا أمريكيا قال ان القمة «لا تهدف الى قيام سلطة ضابطة وحيدة للاسواق» ان هذه الفكرة لا تحظى بتأييد العديدين ويرى عدد من الخبراء ان واشنطن متشددة للغاية بشأن سيادتها الوطنية في المجال المالي.