قضية الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني تعتبر من القضايا التي تحتل مكانة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، الذي لا يتعاطف مع هذه القضية، فحسب، بل يشعر أنها من أهم القضايا الوطنية المعلقة، والتي لا يمكن أن يكون لها نهاية دون تحرر هؤلاء الأسرى، الذين يبلغ عددهم حوالي 7000 أسير، والإفراج عنهم من سجون الاحتلال. ولا يقتصر الاهتمام والمتابعة، فقط، على الشعب الفلسطيني ومنظماته وهيئاته وفصائله المختلفة، من حيث التفاعل الجدي مع ملف الأسرى والنضال من أجل استرجاع حريتهم، بل انبرت منظمات وهيئات، عربية وإسلامية، لحمل هذا الهم الذي يؤرق الجميع، العربي والإسلامي، وحتى الأحرار من العالم الغربي، على اعتبار أن قضية الأسرى ومعاناتهم القاسية في أقبية سجون الاحتلال الصهيوني، قضية حاضرة يوميا يعيش وجعها الفلسطيني، وغير الفلسطيني، ليس باعتبارها مناسبة موسمية يتم التعامل معها بطريقة موسمية، وإنما باعتبارها همّا يوميا يعانق هموم شريحة إنسانية تنبض بالحياة والشوق نحو الحرية والكرامة. «لقد استطاع الأسرى الفلسطينيون بصبرهم الأسطوري، وإرادتهم الصلبة أن يعرّوا العدو الصهيوني أمام العالم كله، ويثبتوا ألاّ فرق بينه وبين النازيين الذين أدمنوا تعذيب الأسرى في معسكرات الاعتقال، التي أقيمت في ألمانيا وبولندا… إلخ، وأن ديمقراطية الصهاينة هي ديمقراطية زائفة، وأن شعارات احترام حقوق الإنسان ليست سوى شعارات فارغة، لا تجد طريقها إلى الإنسان الفلسطيني، وإذا طبقت تطبق على اليهود فقط، وهذا يؤكد عنصرية العدو وإصراره على معاملة العرب الفلسطينيين معاملة عنصرية، ورفضه الاعتراف بحقوقهم المدنية»…. كما «استطاع الأسرى الفلسطينيون في سجون العدو بصبرهم الأسطوري أن يعرّوا عصابات الاحتلال، ويكشفوا أساليبها الهمجية، وديمقراطيتها الزائفة، وأن يعيدوا القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث، بعدما تم تجاهلها لمدة طويلة، وأن يذكّروا العالم كله بالظلم التاريخي الذي يحيق بالشعب الفلسطيني، وبحقه في الحياة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني» (افتتاحية ل«الدستور» الأردنية). وتجسد قضية الأسرى في سجون العدو الصهيوني، إرادة الشعب الفلسطيني والأمة كلها، برفض الاحتلال، وإصراره على تحرير الأرض من براثن العدو، وتميط اللثام عن جرائم عصابات الاحتلال، وانتهاكها الخطير للقانون الدولي، وكافة المواثيق الدولية التي تحرم تعذيب الأسرى جسديًّا ونفسيًّا. ولم تشهد السجون الصهيونية في يوم من الأيام أوضاعا أسوء من الأوضاع التي يعاني منها أسرى الشعب الفلسطيني، بمختلف أطيافهم وأعمارهم، خاصة عقب التطورات الميدانية الحالية، المشتعلة، التي تشهدها الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، منذ شرع الاحتلال في تنفيذ مخططاته الاستفزازية نحو المسجد الأقصى، وانتهاء ب«انتفاضة القدس». فقيادة الاحتلال الإرهابي تستفرد بالأسرى الأبطال في ظل عدم وجود رد فعل حقيقي، رسمي عربي وإسلامي ودولي، يردع الاحتلال لوقف انتهاكاته الفظيعة وتماديه في عقاب الأسرى والتنكيل بهم لتدمير كياناتهم الذاتية واستئصال مقومات النبض والتطلع الكامنة في أعماقهم. هيئة الأسرى: اكتظاظ في سجون الاحتلال وافتتاح أخرى جديدة أفادت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين»، بأن الاكتظاظ في صفوف الأسرى آخذ في الازدياد في سجون ومراكز التوقيف الصهيونية، بسبب الاعتقالات الواسعة التي تشنها سلطات الاحتلال في صفوف الفلسطينيين. وقالت الهيئة، في بيان صحفي، الأحد الماضي، إن «ما يسمى إدارة مصلحة السجون نقلت عشرات الأسرى من سجن نفحة إلى عدة سجون، بعد ادعائها بوجود محاولة للهرب من السجن الشهر الماضي، وإعلانها اغلاق السجن خلال الفترة الحالية أدى الى زيادة الضغط أيضا في سجني جلبوع وشطة»، وفق ما نقلت عنها وكالة «قدس برس». وأوضحت «هيئة شؤون الأسرى» أن «إدارة السجون أعلنت عن افتتاح قسم جديد في سجن شطة وهو قسم (3) ونقل إليه عشرات الاسرى من سجن نفحة»، في الوقت الذي أشار فيه البيان إلى استحداث قسم جديد آخر في سجن جلبوع وهو قسم (3) ونقلت إليه قرابة 80 أسيرا من سجون الجنوب. ودعت الهيئة في بيانها، المجتمع الدولي التدخل لوقف «جرائم الاعتقالات المستمرة من قبل الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني»، التي قالت إنه «يُزج به في معتقلات وزنازين التعذيب والتوحش». ارتفاع حالات اعتقال تجار غزة على معبر "إيرز" إلى 30 قال «مركز أسرى فلسطين للدراسات» إن حالات اعتقال التجار الفلسطينيين من قطاع غزة على معبر بيت حانون خلال العام الحالي، ارتفعت مؤخرا لتصل إلى (30) حالة بعد اعتقال تاجرين، الاثنين الماضي، على الحاجز، وغالبيهم تم اعتقالهم خلال الربع الأول من العام. وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث «رياض الأشقر» بأن الاحتلال كان قد نفذ هجمة شرسة ضد التجار الغزيين طالت 20 منهم خلال الثلث الأول من العام الحالي، أطلق سراح بعضهم، بينما لا يزال الغالبية منهم معتقلين، حيث اصدر الاحتلال بحقهم لوائح اتهام تتضمن تهريب مواد ممنوعة، والتعاون مع فصائل المقاومة. واعتبر الأشقر، في بلاغ نشره على الموقع الرسمي للمركز، ادعاءات الاحتلال واتهامه لعدد من التجار الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم بالتعاون مع حماس وتهريب مواد ممنوعة تستخدم في عمليات التصنيع العسكري يأتي لتبرير اعتقال هؤلاء التجار دون مبرر قانوني لتشديد الخناق الاقتصادي والحصار على القطاع، وخاصة أنهم حصلوا على تصاريح بالتنقل عبر معبر بيت حانون. وختم الأشقر بأن الاحتلال في ظل استمرار إغلاق معبر رفح حوَّل معبر بيت حانون إلى مصيدة لاعتقال أبناء القطاع، الذين يضطرون إلى المرور عبرها لاحتياجهم للسفر والعلاج والتجارة، مطالبا المنظمات الدولية بالتدخل لمنع تحويل الاحتلال لغزة إلى سجن كبير، ومعابره إلى أماكن لاعتقال الفلسطينيين الذين يتنقلون عبرها، والتدخل من أجل الإفراج عن التجار الذين تم اعتقالهم عبر معبر بيت حانون دون تهمة.
في سجون الاحتلال الصهيوني.. الأسرى الفلسطينيون تحت البرد والقمع والمعاملة المهينة أفاد تقرير صادر عن «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» الفلسطينية، نشرته على موقعها الالكتروني الرسمي، أول أمس، أن حالة ازدحام يشهدها سجن صهيوني، يحمل إسم «عصيون»، جنوب بيت لحم بسبب استمرار حملات الاعتقال وأن عدد المعتقلين الموقوفين يصل أحيانا إلى 50 معتقلا، بعضهم يمكث فترة طويلة في ظل عدم توفر أية مقومات معيشية وإنسانية وعدم توفر الملابس والاغطية الشتوية الكافية مما يتسبب في أمراض للمعتقلين. وكشف محامي الهيئة، حسين الشيخ، أن غالبية الموقوفين في معتقل عصيون تعرضوا للضرب الشديد خلال اعتقالهم، وأن المعتقل سيء تتسرب منه مياه الأمطار، وهناك نقص في الأسرَّة والأغطية والملابس، إضافة إلى سوء الطعام المقدم للأسرى وعدم وجود رعاية طبية للمعتقلين. وقال الشيخ إن معتقل «عصيون» يعتبر محطة مؤقتة لتوقيف الأسرى لحين نقلهم إلى سجون الاحتلال، ولكن الفترة التي يقضونها تطول أحيانا ولا يسمح لهم بإدخال أغراضهم الشخصية، وأن جيش الاحتلال هو المسؤول عن هذا السجن ويتعامل بقسوة مع الأسرى. وأضاف المحامي أن الأسرى المعتقلين تعرضوا لأساليب تعذيب وتنكيل ومعاملة قاسية تتمثل بما يلي: الضرب بأعقاب البنادق والارجل. إجبار الاسرى، خاصة الاطفال، على التوقيع على اعترافات تحت التهديد والضغط. إصابة عدد من الاسرى بجروح ونزيف بسبب الضرب وعدم تقديم العلاج لهم. احتجاز الاسرى في مستوطنات وفترات طويلة. حرمان الاسرى من الطعام والماء والخروج للحمام خلال احتجازهم. شبْح الاسرى في البرد الشديد وتحت المطر عدة ساعات. وقال المحامي الشيخ إن أغلب المعتقلين وجهت لهم تهمة رشق حجارة ونشاطات على مواقع التواصل الاجتماعي. وذكر أنه خلال زيارته إلى المعتقلين، قبل أيام، اشتكوا من تعرضهم للضرب الشديد والاعتداءات على يد الجنود منذ لحظة اعتقالهم. وكانت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» قد حذّرت، في وقت سابق، من أن مئات الأسرى الفلسطينيين مهددون بمحاصرة البرد القارس لهم في فصل الشتاء، في ظل تصاعد أعداد المعتقلين بشكل جنوني، وانعدام وسائل التدفئة داخل السجون ومراكز التوقيف الصهيونية. وأوضحت الهيئة، في بيان بحر الأسبوع الماضي، أن معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية تزداد كلما ازدادت برودة الطقس أو تساقطت الثلوج والأمطار، بينما تكون المعاناة أشد لأولئك الذين يعتقلون حديثًا وينامون على الأرض بلا أغطية أو حتى فراش بسيط. وذكرت أن عشرات المعتقلين الفلسطينيين الجدد، والذين تم الزج بهم داخل سجون الاحتلال، لا يجدون متسعا للنوم حتى، كما هو الحال حاليًا في سجني «عوفر» و«مجدو»، حيث تنتج المعاناة بسبب منع سلطات الاحتلال الصهيونية دخول وسائل التدفئة والملابس الشتوية لهم. ويقبع في السجون ومراكز التوقيف الصهيونية نحو 7000 أسير فلسطيني، تم اعتقال أكثر من 1500 منهم خلال أكتوبر الماضي، غالبيتهم من محافظتي القدس والخليل. ولفتت الهيئة، إلى أن العديد من حالات الاعتقال تجري بحق الأسرى وهم بملابسهم المنزلية، ولا يسمح لهم بأخذ احتياجاتهم من الملابس، ويحتجزون في غرف مكتظة، مما يسبب الضغط داخل غرف وأقسام أغلبية السجون. وناشدت هيئة الأسرى الفلسطينية المنظمات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، سرعة التدخل والضغط على سلطات الاحتلال ولجم جنونها في اعتقال العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني يوميًا، بينهم مئات القاصرين، وإجبارها على السماح بإدخال الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة للأسرى، قبل تزايد برد الشتاء.
يعيشون في ظروف التعذيب والإهانة الأطفال الأسرى.. الكلاب تطاردهم والحشرات تملأ طعامهم ما أصعبه من وجع أصاب الكثير من الأطفال الأسرى، فرغم صغر سنوات عمرهم إلا أن سنوات زهراتهم تقطع بدون رحمة… فكان لكل طفل أسير حكاية تحمل الألم والمعاناة لطفولة سلبت منها أبسط مقومات الحياة في العيش بحرية والذهاب للمدرسة، لتكون حكايتهم جزء من حروف حكاية الألم لطفولة معذبة. وسيحرم الطفل من خلالها الجلوس على مقعد الدراسة.. كما سيحرم من أحضان والديه، وأشقائه، وأصدقائه… حتى من لعبه، وطعامها ومن شرابه. فهذا جزء من حكايات الألم الكبيرة التي يعيشها الأطفال الأسرى دون النظر لطفولتهم وسنوات عمرهم الصغيرة سجلها موقع «فلسطينيو48» الإخباري، لينقل حجم معاناة الأشبال الأسرى الذين يعانون من مطاردة الكلاب لهم واقتحام غرفهم ويقدم لهم طعاما مليئا بالحشرات. حرمان الأطفال ذكر الباحث في شؤون الأسرى والأسير المحرر، رياض الأشقر، أن حياة الأشبال الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني سيئة للغاية وخاصة سجن «هشارون»، وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وتحرمهم الإدارة من كافة حقوقهم الإنسانية التي نصت عليها المواثيق الدولية، وتمنعهم من إكمال الدراسة، والتزاور بين الغرف. وأوضح لمراسلة «فلسطينيو48»، أن الأطفال الأسرى يعانون من نقص حاد في كميات الأكل التي تقدم لهم ونوعيته، وبعضها يصل مليء بالحشرات، حيث إن الجنائيين اليهود هم من يشرفون على إعداده. وأوضح أنه يتم إهمال علاج المرضى منهم، إضافة إلى حرمان عدد كبير منهم من زيارة ذويهم، وعدم إيصال الرسائل لهم، واستمرار عمليات اقتحام غرفهم والعبث بأغراضهم الشخصية برفقة الكلاب البوليسية المتوحشة، وعزل بعضهم في الزنازين الانفرادية. كما يشتكي الأطفال الأسرى كذلك من ضيق ساحة الفورة وقدم جدرانها المليئة بالرطوبة. انتهاك واضح وأكد الأشقر على أن سلطات الاحتلال وإدارة السجون تستفرد بالأسرى الأشبال في سجن «هشارون» وتمارس بحقهم كل أشكال الانتهاك والتضييق بعيداً عن وسائل الإعلام، التي قلما تتطرق إلى معاناة هؤلاء الأشبال. وأوضح الأشقر، أن عددا كبيرا من الأشبال المختطفين في سجون الاحتلال يوجدون في سجن «هشارون» سيء السمعة والذي لا يصلح لحياة البشر، ويتعرضون لحملة تنكيل منظمة من قبل الإدارة، التي تخصص لهم شرطة من المتدينين اليهود والمعروفين بعدائهم الشديد وكراهيتهم للأسرى الفلسطينيين. وأضاف: «وبالتالي يتعاملون مع الأسرى الأشبال كالأعداء ولا يتورعون عن ضربهم والصراخ عليهم خلال تنقلاتهم ووجودهم في الزنازين، كذلك يتعرضون للابتزاز والضغط من قبل مخابرات الاحتلال للتعامل والتخابر معهم خلال فترة الأسر وحتى بعد الإفراج عنهم». وجدد الأشقر دعوته إلى عدم ترك الأسرى الأشبال وحيدين في معركتهم ضد إدارة السجن، وتنظيم الفعاليات التضامنية معهم وخاصة أنهم قاصرين، يحتاجون لكل سبل الدعم والإسناد. وشدد على مطالبته لمؤسسات حقوق الإنسان التي تعنى بشؤون الأطفال التدخل العاجل لإنقاذ أطفال فلسطين من جرائم الاحتلال. عقلية انتقامية وفيما يتعلق بالأحكام العالية على الأطفال، أكد مدير «مركز أسرى فلسطين للدراسات»، الأشقر، على أن هذا الأمر يعد بالجريمة حيث إن الحكم على الطفل ينم على عقلية إجرامية وانتقامية ضد الأطفال الفلسطينيين. وأضاف أن السجان الصهيوني «يمارس بحق الأطفال الأسرى أبشع أنواع التعذيب، تحت سمع وبصر العالم بمؤسساته الحقوقية والإنسانية، التي لا تحرك ساكناً، تجاه جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الأطفال، والتي تشكل انتهاكاً لحقوق الأطفال الأسرى». ولفت إلى أن هذا الانتهاك الواضح للقانون الدولي الذي شدد على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم ولفرصهم في النمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم. تعذيب وإهانة في غضون ذلك، يشتكي أهالي الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في أحد سجون الاحتلال، والمعروف بسجن «جيفعون»، من سوء الأوضاع التي يُحتجز فيها أبناؤهم منذ شهر أكتوبر الماضي، حيث يعيشون في ظروف التعذيب والإهانة، التي أضحت منهجًا متبعًا تمارسه أجهزة أمن الاحتلال ضد الأسرى دون مراعاة لأعمارهم. ووفقا لتقارير إخبارية، قامت مصلحة السجون الصهيونية، أخيراً، بنقل ما يقارب 60 طفلاً فلسطينياً من سجونها إلى هذا السجن، بسبب الاكتظاظ الكبير في تلك السجون بعد اتساع حملة الاعتقالات ضد الفلسطينيين مع توسّع «الانتفاضة الشعبية» في القدس والضفة الغربية. وفي الوقت الذي كان معدّل اعتقال الأطفال في مدينة القدس يصل إلى ما يقارب 40 طفلاً في الشهر، في الأيام «العادية»، بلغ منذ 13 شتنبر الماضي، عشية أعياد رأس السنة العبرية وحتى نهاية أكتوبر ومع تصاعد الهبة الشعبية، عدد من تعرضوا للاعتقال من الأطفال إلى ما يقارب 270 طفلاً في القدس، وعدد الاعتقالات الإجمالي وصل إلى ما يقارب 700 اعتقال، وفق ما ذكرت تقارير فلسطينية أخيرا. وقال نادي الأسير الفلسطيني، الثلاثاء الماضي، عقب زيارة محاميه للسّجن، إن غالبية الأسرى القابعين فيه تعرّضوا للتعذيب بالضرب والضرب المبرّح والشتائم البذيئة وغيرها من الأساليب. وبحسب «المركز الفلسطيني للإعلام»، فقد أضاف النّادي أن السّجن الذي افتتح خلال شهر أكتوبر الماضي لازدياد حالات الاعتقالات بين صفوف الأطفال والقاصرين، لا يزال غير مهيء لاستقبال الأسرى الأمنيين، إذ تتعامل معهم إدارة السّجن كسجناء جنائيين، ولم تسمح بجلب أسير راشد لتمثيلهم وتوجيههم كما هو متبّع في السّجون الأخرى. وأكّد الأسرى أن إدارة السّجن تقتحم القسم بين الفينة والأخرى، وتفتّش أغراضهم، وتنهال عليهم بالضرّب والصّراخ، وتفرض عليهم عقوبات كالعزل والتقييد بالأسرّة ودفع الغرامات المالية. كما واشتكى الأسرى من سوء الطّعام المقدّم لهم كمًّا ونوعًا، والذي غالبًا ما يرفضون تناوله، إضافة إلى عدم توفّر الملابس الشتوية والماء السّاخن، ورفض الإدارة لتحويل المرضى منهم إلى العيادة لإجراء الفحوصات الطبية وتقديم العلاج لهم، علاوة على حرمان بعضهم من زيارة عائلاتهم والتواصل معهم عبر الهاتف. وفي السّياق ذاته، وثّق المحامي شهادات عدد من الأسرى القاصرين المقدسيين ممن تعرّضوا للتعذيب منذ لحظة اعتقالهم، ومنهم أسير (16 عامًا)، تعرّض للضرب بالأيدي والأرجل خلال عملية اعتقاله والتحقيق معه، إضافة إلى رشقه بالمياه وإجباره على الجلوس بوضعية القرفصاء ووجهه نحو الجدار طيلة ثلاث ساعات متواصلة، خلالها يتمّ صفعه على رقبته. وأضاف الأسير أنه بعد نقله إلى سجن آخر (المسكوبية)، وشروعه في النوم من شدّة الإرهاق، انهال عليه السجّانون وأسقطوه من سريره وضربوه وفتّشوه تفتيشًا عاريًا، لافتًا إلى أنه تعرّض للضرب أيضًا بعد نقله إلى «جفعون». "أسرى فلسطين في عيون الإعلام" ورشة عمل إعلامية بتونس ل«منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال» يتعرض الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني لأبشع أنواع الظلم، في واحدة من أكثر القضايا الإنسانية ألماً، هذه المأساة التي طالت حوالي مليون فلسطيني في أعلى نسبة اعتقال في العالم، ولا يزال الآلاف يقبعون خلف القضبان دون محاكمات عادلة وبعضهم دون توجيه أي تهمة له. وبهدف تسليط الضوء على هذه المعاناة الإنسانية والعمل على وضع استراتيجية إعلامية للتعامل مع قضية الأسرى في وسائل الإعلام، يعقد «منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال»، بالتعاون مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، ورشة عمل إعلامية بعنوان: «أسرى فلسطين بعيون الإعلام»، يحضرها عدد من المختصين بشأن الأسرى ومجموعة من العاملين في وسائل الإعلام والنقابات الصحفية العربية.