قال خالد السفياني، المنسق الوطني لمجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، إن الوقفة الاحتجاجية التي كان مقررا تنظيمها يوم السبت الماضي أمام القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء قد تم تحويلها إلى يوم الثلاثاء26 أكتوبر 2004، بعدما تقرر أن تكون في يوم عمل وليس يوم العطلة الأسبوعية. وعلاوة على هذه الوقفة استعرض السفياني برنامج المجموعة للتضامن مع الشعبين العراقي والفلسطيني، حيث سيتم يوم 30 أكتوبر الجاري تنظيم مهرجان شعبي بقاعة محمد زفزاف بالمركب الثقافي المعاريف في البيضاء ربما يخبئ مفاجآت بحسب السفياني. كما يتضمن البرنامج أيضا تنظيم مسيرة شعبية كبرى يوم 28 نونبر المقبل، لتزامن ذلك اليوم مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الموافق لليوم 29 من الشهر نفسه. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها فعاليات حقوقية وجمعوية مساء الجمعة الماضية بمقر نادي الصحافة بالرباط تحت عنوان المقاطعة ومقاومة التطبيع. وأشارت كلمة السكرتارية الوطنية للمجموعة أن الغاية من تنظيم الندوة التي كانت مقررة قبل هذا الموعد، هو تركيز النقاش الهادئ والمسؤول حول ضرورة مقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية وملحقاتها، كما استعرضت جوانب من الإجرام الصهيوني والأمريكي في كل من فلسطين والعراق. وقال عبد العزيز النويضي باسم المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، في مداخلة بعنوان الشرعية الدولية ضد التطبيع، إن الكيان الصهيوني الذي يمارس جرائم الإبادة الجماعية في فلسطين وجرائم الحرب يضع نفسه بشكل منطقي خارج الشرعية الدولية، لأن ما تقوم به الحكومة الصهيونية من جرائم تدخل ضمن التعريف الدولي لجرائم الحرب وما وضعته محكمة الجنايات الدولية من تعريفات لجريمة الحرب وجرائم الدولة، كما انتقدت المداخلة السياسة الأمريكية في العراق، موضحة كيف أن ما تقوم به من جرائم يدخل تحت طائلة اختصاصات محكمة الجنايات الدولية، لكن الولاياتالمتحدة حاولت التحلل من تلك المحكمة عبر عقد اتفاقيات ثنائية مع الدول منها المغرب، بعضها سري وبعضها الآخر علني، من أجل منح الجنود الأمريكيين الحصانة وتجنيبهم المثول أمام هيئة المحكمة. أما رضا بنخلدون فقد اعتبر أن مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني فريضة وواجب ديني ووطني وقومي، وأبرز في مداخلته مبررات هذه الأبعاد الثلاثة لواجب مقاومة التطبيع، حيث قال بأن الإسلام دين سلام مقدما نموذجا من تاريخ التعايش بين المسلمين والأقليات الأخرى، لكن القرآن دعا إلى مواجهة الذين يخرجون المسلمين من ديارهم ويظاهرون عليهم، والصهاينة قاموا بهذا الدور نفسه مع الفلسطينيين. وأبرز المتدخل أن مقاومة التطبيع واجب وطني لأن الواجب الوطني يقتضي أن نتخذ مواقف تصب في مصلحة الوطن، مصلحته من حيث استقلالية قراره السياسي واستقراره الاجتماعي ونهوضه الاقتصادي، وتموقعه بشكل مشرف ضمن الخارطة السياسية العالمية، كما أن مقاومة التطبيع واجب قومي كذلك، لأن الكيان الصهيوني جسم غريب تم زرعه في الأمة العربية للحيلولة دون تحقيق أي تقدم أو وحدة بين دولها، وهو أكبر مشروع لسرقة الأرض في العصر الحديث. إدريس الكنبوري