ما تزال الاستعدادت جارية ومتواصلة من أجل ضمان نجاح المسيرة الاحتجاجية ليوم السبت المقبل، التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والتي ينتظر أن تعرف مشاركة مغربية مكثفة. واتفقت اللجنة التنظيمية الموسعة للمجموعة، في لقاء لها، أول أمس الثلاثاء على أن تنظم المسيرة تحت شعار جميعا لمقاومة الإرهاب الصهيوني والأمريكي، كما اتفقت على ألا يحمل المشاركون في المسيرة أي صور أو لافتات حزبية، مؤكدة أن المسيرة سوف لن تزينها إلا صور الشهداء الفلسطينيين، وعلى قائمتهم صور الشيخ الشهيد أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي اغتالته صواريخ الغدر الصهيوني في فجر يوم الإثنين الماضي. وأفادت مصادر من مجموعة العمل الوطنية أن هذه الأخيرة اتفقت على أن تجعل منطلق المسيرة من باب الأحد في اتجاه شارع بن تومرت، ثم شارع النصر، لتنتهي في ساحة تامسنا. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم تكوين لجنة مصغرة للتنسيق مع كل الأطراف التي ترغب في تنظيم مسيرات أخرى مماثلة، في إشارة إلى الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. وأكد خالد السفياني، عضو مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، في تصريح لالتجديد أن المجموعة كانت السباقة لطلب الترخيص للمسيرة، وأنها ناقشت مع السلطة جملة أشياء تتعلق بهذا الحدث، ولم تخبر قط بما من شأنه أن يفيد بأن المسيرة غير مرخص لها، مؤكدا أن السلطة، في لقاء جمعها يوم الثلاثاء الماضي بكل من مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، لم تعترض على التوقيت الذي قررته السكرتارية، واعتبرت أن صباح يوم السبت توقيت غير مناسب لتنظيم المسيرة، نظرا لصعوبة إغلاق بعض الممرات الطرقية بالرباط انطلاقا من مساء غد الجمعة. وأضاف السفياني أنه إلى حدود الوقت الذي قررت فيه السكرتارية تنظيم المسيرة الاحتجاجية يوم السبت المقبل، وهو التوقيت الذي تم الإعلان عنه في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها المجموعة نفسها أمام مقر الأممالمتحدةبالرباط يوم الإثنين الماضي، لم تكن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني على علم بذلك. وأضاف السفياني أنه بعد أن تم الإعلان عن موعد المسيرة الشعبية ليوم السبت، قررت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بعد ذلك تنظيم مسيرة مشابهة في اليوم نفسه على الساعة التاسعة صباحا. وحول مبررات تأجيل الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من الساعة الحادية عشرة التي تم الإعلان عنها أمام مقر الأممالمتحدةبالرباط، إلى الساعة الثانية بعد الزوال، قال السفياني، إنه يحرص على أن تكون المسيرة موحدة وواحدة، لا أن تكون مسيرتين، وإن من مبررات ذلك التأجيل كون العديد من الموظفين والقطاعات تشتغل يوم السبت صباحا، الأمر الذي يحول دون مشاركتها في المسيرة، فضلا عن أن المدارس والجامعات ومؤسسات القطاع الخاص تشتغل هي الأخرى يوم السبت صباحا، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالراغبين في المشاركة من المدن المجاورة والبعيدة من الرباط، وذلك قصد تمكينهم من الوصول إلى مكان المسيرة في الوقت المناسب دون أن يضطروا للمبيت بالرباط. وفي الوقت الذي أشارت فيه بعض الصحف الوطنية أمس إلى أن المسيرة ستنظم يوم السبت المقبل على الساعة التاسعة صباحا، أكد محمد بن جلون أندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في تصريح ل التجديد زوال أمس أن موعد المسيرة أجل إلى الساعة الثانية عشر زوالا، كما أكد في الوقت نفسه أنه إلى حدود أمس الأربعاء كانت المشاورات واللقاءات متواصلة من أجل أن تكون مسيرة السبت المقبل مسيرة واحدة. وقال بن جلون أندلسي: إن خالد السفياني لما كان أمينا عاما للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، كان يعلن عن الأنشطة التي تنوي الجمعية القيام بها، وكانت كل الفعاليات والمكونات، السياسية والجمعوية والثقافية، تساندها وتدعمها وتنسق معها، وبالتالي كانت تلك الأنشطة تقام باسم الشعب المغربي، ونحن ما زلنا أوفياء لهذا النهج، وما زلنا نحاول أن يكون عملنا عملا موحدا ونفى أندلسي أن تكون مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين هي السباقة لطلب الترخيص للمسيرة، وأكد ل التجديد أن هذا الأمر غير صحيح، وأنه بمجرد سماعه خبر اغتيال الشيخ أحمد ياسين تم إخبار المكتب التنفيذي للجمعية بالأمر. وإلى حدود زوال أمس تؤكد المعطيات المتوفرة أن المسيرة الشعبية ليوم السبت المقبل، المنددة بحادث اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين، ستكون على الساعة الواحدة بعد الزوال، وأن المسيرة ستكون موحدة بعدما كانت هناك مساع لتنظيم مسيرتين في توقيتين مختلفين. يشار إلى أن الجرائد الناطقة باسم الأحزاب، التي يشكل بعض قيادييها المكتب المسير للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، قد نشرت أمس خبر تنظيم المسيرة التضامنية والمنددة باغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين بالرباط، محددة تاريخ وساعة انطلاقها (السبت على الساعة التاسعة صباحا)، مع العلم أن مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين كانت السباقة إلى طلب لقاء مع والي الرباط وطلب ترخيص لمسيرة يوم السبت القادم على الساعة الثانية زوالا، وهو ما لم يعترض عليه الوالي وأعطى بشأنه موافقة مبدئية. إن مبادرة التضامن والاحتجاج على الإرهاب الصهيوني مبادرة مغربية نبيلة، تعكس مستوى ملازمة المغاربة جميعهم لقضايا أمتنا العربية والإسلامية، الأمر الذي يقتضي الترفع عن كل الحسابات السياسية الضيقة، فالخطب جلل والمصيبة عظيمة. عبد الرحمان الخالدي