أعلن وزير الداخلية الإسباني خوسي أنطونيو ألونسو أول أمس أن السلطات الأمنية الإسبانية عثرت على السيارة الثانية التي استخدمت في تفجيرات محطة القطارات في مدريد يوم 11 مارس الماضي، بعد أزيد من ثلاثة أشهر من وقوع التفجيرات. وقال الوزير الإسباني في ندوة صحافية يوم الأحد الأخير في مدريد أن السيارة تم العثور عليها يوم 13 يونيو الماضي على بعد 35 كيلومترا شرق العاصمة، وأن الحكومة الإسبانية لم ترغب في الإعلان عن ذلك لكي لا يتاثر السير الجيد لعمليات التحقيق التي تقوم بها لجنة التقصي البرلمانية في التفجيرات. وقال المسؤول الإسباني إن السيارة التي عثر عليها قرب المكان نفسها حيث وجدت السيارة الأولى التي استعملت في التفجيرات، والتي قادت في البداية إلى التعرف على بصمات تنظيم القاعدة لأسامة بن لادن خلف الأحداث، تحمل بقايا جينية لإثنين من المتورطين في الأحداث، ويتعلق الأمر بالمطلوب السابع من أفراد خلية حيلغانيس في مدريد الذين لاحقتهم الشرطة الإسبانية في 3 أبريل الماضي ففجر بعضهم أنفسهم، أما الشخص الثاني فهو المغربي محمد أفلاح الذي قال الوزير الإسباني إنه الشخص الأكثر خطرا ويوجد في مكان مجهول. ويعتبر أفلاح أكثر المطلوبين من طرف السلطات الإسبانية، وكان القاضي الإسباني خوان ديل أولمو، من المحكمة الوطنية الإسبانية ورئيس لجنة التحقيق في التفجيرات، قد حرك مذكرة دولية للبحث عنه وتسليمه إلى مدريد. وقال ألونسو أنه سيمثل يوم الخميس المقبل أمام لجنة التحقيق للإدلاء بمزيد من المعطيات والمعلومات بشأن السيارة والرد على أسئلة أعضاء اللجنة. وقال ألونسو إن على إسبانيا أن تعمق علاقاتها مع بلدان منطقة المغرب العربي وخاصة مع المغرب، مضيفا بأن المغرب وإسبانيا يتعاونان جيدا في ملف الإرهاب، وأن خمسة لقاءات عقدت بين البلدين على المستوى الوزاري خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. يذكر أن أسماء المغاربة الستة المطلوبين لعلاقتهم بتفجيرات مدريد هم إضافة إلى أفلاح: سعيد فراج وعامر العزيز ومحمد بلحاج وعبد المجيد بوشار وأوحنان داود. على صعيد آخر ذي صلة، كشفت يومية إسبانية أول أمس الأحد أن الأجهزة الأمنية المغربية فقدت أثر نحو 400 شخصا من عناصر يشتبه أنهم ينتمون الى تنظيم القاعدة تدربوا في دول شهدت حروبا ونشاطات للتنظيم المذكور. وقالت يومية إيل باييس أن المغرب حذر إسبانيا من أنه فقد أثر 400 متشددا مغربيا تدربوا في معسكرات القاعدة في افغانستان والبوسنة والشيشان. ونقلت الجريدة عن مصادر مطلعة أن اجتماعا عقد في الرباط أخيرا توصل خلاله القاضي بالتاسار غارثون أبرز الخبراء الإسبان في شؤون القاعدة بهذه المعلومات. إدريس الكنبوري