أكدت نهاية الأسبوع الماضي شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية (لارام)، على لسان رئيسها محمد برادة، استعدادها للمساهمة في تأسيس شركة إقليمية جوية لإفريقيا الوسطى بمشاركة ست (6) دول من دول المنطقة. وأفاد بيان أصدرته الشركة يوم الجمعة الماضي، كشفت عنه وكالة المغرب العربي للأنباء إلى جانب وكالات دولية أخرى، بأن تأسيس هذه الشركة الإقليمية يأتي في إطار المجموعة الاقتصادية والنقدية لإفريقيا الوسطى(MAC)، وبأنه سيتم في غضون شهر دجنبر المقبل، على هامش انعقاد مؤتمر المجموعة التي تضم ست دول إفريقية، هي الكامرون وإفريقيا الوسطى والكونغو والغابون وغينيا الاستوائية وتشاد، وذلك في مدينة ليبروفيل، العاصمة الغابونية. وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية أ. إف. بي أول أمس السبت إلى أن شركة الخطوط الجوية المغربية أكدت في بيانها أن مشروع إير سيماك (Air Cemac) يتطور بشكل إيجابي، وذلك عقب محادثات أجرتها في الدارالبيضاء مع وفد من ممثليها من الغابون في شهر فبراير الماضي، وأضاف المصدر نفسه أنه عقب هذه اللقاءات تمت دراسة جدوى وخطط التوسع المقترحة مع المسؤولين عن النقل الجوي لهذه الدول الست. وفي السياق ذاته، أشارت الشركة المغربية إلى أنها قد اتصلت في شهر فبراير الماضي بوزراء نقل البلدان المعنية وبالبنك الإفريقي للتنمية (BAD) وببنك تنمية دول إفريقيا الوسطى، للتباحث في شأن تأسيس الشركة الجوية الجديدة. وقد اعتمدت شركة الخطوط الملكية الجوية، بالنظر لخبرتها بالقارة الإفريقية رفقة شركة الخطوط الجوية السينغالية الدولية في إنجاح هذه المهمة، على فريق من الأطر متعدد الاختصاصات سبق له أن قام بعدة مهام في البلدان الستة، وأنجز دراسات في هذا الاطار، آخذا بعين الاعتبار وضعية الملاحة التجارية وآفاق تطورها والتجارب الناجحة والفاشلة في قطاع النقل الجوي بإفريقيا. وتأتي هذه المبادرة المغربية الجديدة في علاقة الرباط بدول إفريقيا الجنوبية والوسطى لتكريس المزيد من التعاون والانفتاح بين الأطراف بالرغم من عدم عضوية المغرب في الاتحاد الإفريقي. وفي هذا السياق قال تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنه على المستوى الاقتصادي كان المغرب من بين الدول الأولى التي اتخذت قرارا بتشطيب سائر ديون البلدان الإفريقية الأقل تقدما، رغم أنه هو أيضا ليس دولة متقدمة، ولكن ذلك يعتبر دليلا عن حسن النية المتبادلة وعن تفعيل العلاقات البينية بين الأطراف من جهة ثانية، مؤكدا أن المغرب لم يكن إفريقيا أكثر مما هو إفريقي اليوم بعد انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية، وقد ظهر ذلك واضحا من خلال بناء علاقة ثنائية مكثفة مع كل البلدان الإفريقية شملت إقامة مناطق للتبادل الحر وتوقيع اتفاقيات تتعلق بعدم الازدواج الضريبي وبالاستثمار وبحماية مصالح كل الأطراف، ولعل أبلغ إشارة إلى ذلك هي الزيارة التي قام بها العاهل المغربي إلى خمسة بلدان إفريقية أظهرت مستوى هذا التعاون وقيمته. جدير بالذكر أن شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية هي إحدى أكبر الشركات الإفريقية، وتمتلك إحدى وخمسين بالمائة من مؤسسة إير سينيغال انترناسيونال التي بدأت نشاطها قبل أربع سنوات(2000). عبد الرحمان الخالدي