بعد أسابيع من الشد والجذب انتهت مساء يوم الجمعة الماضي الأزمة التجارية بين شركة الخطوط الملكية المغربية والسلطات السينغالية، بتوقيع اتفاق تفاهم بالعاصمة السينغالية دكار بين إدريس بنهيمة الرئيس المدير العام ل«لارام» ووزير التعاون الدولي والنقل الجوي كريم واد ابن الرئيس السينغالي عبد الله واد، ينص على إنشاء شركة طيران جديدة تحل محل «إير سينغال» التي توقفت رحلاتها في آخر أبريل الماضي بسبب عجزها عن الوفاء بالتزاماتها المالية. وبنود الاتفاق التي تم التمهيد لها في هدوء وسرية، تقضي بأن يحوز القطاع الخاص السينغالي أغلبية رأسمال الشركة الجديدة، دون أن تحوز «لارام» أي حصة في رأسمال الشركة الجديدة، وهو ما يستجيب لرغبة «لارام»، مقابل التزامها بتقديم دعمها التقني والميداني والتجاري لضمان انطلاقة جيدة للشركة الجديدة، وعند تحقيق هذا الغرض تنتهي مهمة شركة الخطوط الملكية، التي ستشغل بعضا من العاملين في «إير سينغال». وقد ذكرت رجاء بن سعود مديرة التواصل ب«لارام» لجريدة «المساء» أنه لم يتحدد بعد عدد العاملين في شركة «إير سينغال» الذين سيتم توظيفهم في «لارام»، وسيتم الاتفاق على هذه الحيثيات في اللقاءات المقبلة بين الطرفين. اتفاق التفاهم الذي وضع حدا للأزمة بين الطرفين ما كان ليتم لولا التدخل القوي لابن الرئيس السينغالي، الذي قال إن الشركة الجديدة ستبدأ نشاطها في أقرب الآجال، مع ضمان أجور العاملين البالغ عددهم 300 فرد في شركة الخطوط السينغالية الدولية والنفقات الاجتماعية المرتبطة بهم. وسيتم تعويض بعض أجراء الشركة السينغالية التي سيتم حلها، فيما سيتم توظيف البعض الآخر في الشركات التي تشتغل في مطار دكار أو لدى «لارام» أو في الشركة الجديدة التي سيتم إنشاؤها. وعقب التوقيع على الاتفاق، صرح الوزير السينغالي كريم واد بأن أي خلاف تجاري لن يمس بالروابط المتينة بين الشعبين المغربي والسينغالي، كما استقبل الرئيس السنغالي عبد الله واد في اليوم نفسه المدير العام للخطوط الملكية المغربية، منوهاً بإنهاء الطرفين للخلاف بينهما. وقد كان تعيين هذا الوزير الجديد قبل أسابيع عنصرا حاسما في إنهاء الأزمة التي نشبت قبل أشهر بين «لارام» وشركائها السينغاليين، وتداخلت فيها جوانب تجارية بأخرى سياسية غير معلنة، وتفاقم الأمر ليصل إلى القضاء. هذا الدور الحاسم أشار إليه بوضوح الرئيس المدير العام ل «لارام» إدريس بنهيمة خلال حفل التوقيع، إذ قال إنه دون التدخل الشخصي لكريم واد ما كان لهذا النزاع أن يحل. وكانت شركة «إير سينغال» قد سجلت في السنوات القليلة الماضية خسائر متلاحقة، عجزت معها عن إعادة تشكيل رساميلها الذاتية ولا إتمام استعادة حصة «لارام» من رأسمالها لتستعيد الدولة السينغالية سيطرتها على الشركة. ونتج عن ذلك توقف الشركة عن تسديد التزاماتها المالية، ليفتح الباب أمام بدء إجراءات تصفية ممتلكاتها، ثم توقف رحلاتها الدولية في 24 أبريل الماضي، تلتها جولة من التفاوض بدكار بين الجانب المغربي والسينغالي لم يفض إلى اتفاق بينهما.