انتهت أمس الخميس زيارة العمل التي قامت بها إلى بلادنا كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة كونسويلو رومي، بعد أن أجرت خلالها العديد من اللقاءات مع المسؤولين المغاربة في المجالات المتعلقة بالهجرة والبحث في سبل تطوير وتحسين وضعية المهاجرين المقيمين بإسبانيا بصفة قانونية، وأيضا سبل تزويدها باليد العاملة المغربية، وعدد من القضايا الأخرى المتعلقة بملف الهجرة دائما، بما في ذلك وضعية التعاون المغربي الإسباني في مجال الحد من انتشار الهجرة السرية، وخاصة في ظل ما أصبح يشكل اجتياحا للمهاجرين العابرين للمغرب والقادمين من إفريقيا جنوب الصحراء. وأكدت المسؤولة الإسبانية، في تصريح صحافي عقب وصولها إلى المغرب، أن زيارتها إلى بلادنا لم تكن بهدف مناقشة سبل الحد من الهجرة السرية وتطوير التعاون المغربي الإسباني في ذلك فحسب، بل أيضا بهدف التفكير في خلق آليات جديدة لضمان اندماج أفضل للمهاجرين المغاربة في المجتمع الإسباني عبر تسوية وضعيتهم القانونية، مشيرة إلى أن الرباطومدريد سيشرعان في دراسة سبل تزويد إسبانيا باليد العاملة المغربية، وإلى أنها ستعالج رفقة نظيرتها نزهة الشقروني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، تعليم الدين الإسلامي واللغة العربية للجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، والتي يتجاوز عدد أفرادها نصف مليون بين مقيم بشكل قانوني، وهم الثلثان، ومن يقيم بشكل غير قانوني وهم الثلث الباقي. وفي هذا الإطار عقدت المسؤولة الإسبانية لقاء موسعا مع نزهة الشقروني، ومع كل من وزير التشغيل والتكوين المهني ووزير التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وكذا مع مسؤولين من وزارة الداخلية. ويعتبر ملف الهجرة بشقيه، السرية والقانونية، من أهم الملفات الشائكة التي تشغل بال البلدين، انضاف إليه أخيرا ما يخلفه تسرب المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء والعابرين للتراب المغربي من مشاكل بين البلدين، علما أن في إسبانيا مئات الآلاف من المهاجرين السريين من دول أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، لم يمتطوا المياه المغربية للوصول إلى شواطئ إسبانيا عبر مضيق جبل طارق. وبرغم التعاون المشهود بين المغرب وإسبانيا في مجال الهجرة، فإن المهاجرين المغاربة ما يزالون يعانون من الأحداث العنصرية التي تخلف ضحايا بين الحين والآخر، زادت من حدتها الأحداث الإرهابية التي هزت مدريد في مارس الماضي وتوجيه اتهامات بسبب ذلك لمغاربة. كما أن حوالي 150 مهاجرا دخلوا الأسبوع الماضي في اعتصام مفتوح وإضراب عن الطعام في مدينة برشلونة بشمال شرق إسبانيا، للضغط على حكومة مدريد لتسوية وضعيتهم القانونية، وهو ثاني اعتصام يشنه المهاجرون بعد الذي نفذوه يوم 6 يونيو الماضي وتدخلت الشرطة بالقوة لتفريقهم. عبد الرحمان الخالدي