لم يفت اجتماع مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية التأكيد على ضرورة حماية مكتسبات وحقوق الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا التي يمكن أن تتأثر بفعل انعكاسات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية. وقد استأثر هذا الموضوع, خلال الاجتماع المغربي الاسباني الذي احتضنت أشغاله العاصمة الاسبانية الإثنين برئاسة السيد خالد الزروالي العامل مدير الهجرة بوزارة الداخلية, وكاتب الدولة الاسباني في الامن كاماتشو وكاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة كونسويلو رومي, باهتمام خاص على اعتبار الانعكاسات السلبية التي يمكن أن تطرأ على وضعية المهاجرين المغاربة في إسبانيا بفعل الازمة الاقتصادية والمالية العالمية, والتي أثرت بشكل جلي على الاقتصاد الاسباني. وفي هذا الصدد أكد السيد خالد الزروالي, في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء, أن الجانب المغربي ركز خلال الاجتماع الحادي عشر لمجموعة العمل المغربية الاسبانية حول الهجرة, على ضرورة حماية مكتسبات وحقوق الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا, علما بأن الازمة الاقتصادية والمالية الحالية, يمكن أن تؤثر على هذه الجالية. وأوضح أنه تم التأكيد خلال هذا اللقاء على الاهمية التي يوليها المغرب للجالية المغربية المقيمة في إسبانيا, من أجل الحفاظ على مكتسباتها وصيانة حقوقها وحمايتها من تبعات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية. وأبرز المسؤول المغربي أن الجانب الاسباني أكد خلال هذا الاجتماع أيضا أنه ستتم صيانة حقوق المهاجرين المغاربة والحفاظ على مكتسباتهم. وفي هذا الصدد أكدت كاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة السيدة كونسويلو رومي, خلال ندوة صحفية عقب هذا اللقاء, أن الجانبين المغربي والاسباني اتفقا على إعطاء دينامية جديدة للعمل المشترك في مجال اندماج المهاجرين والتنمية المشتركة والتواصل من أجل تحقيق الاهداف المتوخاة. وأعربت كاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة عن ارتياحها للتعاون المثالي بين إسبانيا والمغرب في مختلف المجالات المرتبطة بالهجرة, خاصة ما يتعلق بتقنين تدفقات الهجرة الشرعية وإدماج المغاربة المقيمين في إسبانيا ومحاربة الهجرة السرية. وفي هذا الاطار تم خلال اجتماع مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية, خلق لجينة ستنكب على جميع القضايا المرتبطة بوضعية المهاجرين المغاربة في إسبانيا وخصوصا مسألة الاندماج وحسب السيد خالد الزروالي فإن هذه اللجينة ستتدارس جميع الجوانب المتعلقة بأوضاع الجالية المغربية في إسبانيا, داخل أو خارج إطار الازمة الاقتصادية التي تعاني منها إسبانيا على غرار باقي البلدان في العالم. وتقرر خلال هذا اللقاء أيضا, تكثيف المجهودات الرامية إلى تسهيل الهجرة الشرعية, كوسيلة لمحاربة الهجرة غير الشرعية, وذلك من خلال العمل على تسهيل منح التأشيرات للمواطنين المغاربة. ووصف السيد خالد الزروالي هذا القرار ب"المكتسب الهام", مضيفا أن مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية, قررت أيضا دراسة جميع السبل لتسهيل وصول اليد العاملة المغربية, التي يمكنها الاشتغال في إسبانيا. ومن جهة أخرى تم الاتفاق على دراسة السبل الكفيلة بتسهيل الاتصال والتواصل للتعريف بالمغرب في إسبانيا والتعريف بإسبانيا في المغرب, لان الجانب الثقافي والديني, كما يقول السيد الزروالي, يساهم في تعزيز التعارف بين المجتمعين, وهو الامر الذي من شأنه تسهيل عمل مجموعة العمل الدائمة. وحسب مدير الهجرة بوزارة الداخلية, فإن اجتماع مدريد ركز على التجاوب مع روح مناظرة الرباط حول الهجرة والتنمية, مشيرا إلى أن المغرب كان سباقا الى تنظيم هذه المناظرة بتعاون مع إسبانيا. وذكر السيد خالد الزروالي أن هذه المناظرة جمعت بين ممثلي بلدان العبور والبلدان المصدرة والبلدان المستقبلة للهجرة على طاولة واحدة, من أجل دراسة السبل الكفيلة بالحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية, التي لا يمكنها إلا تنتعش في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الحالية, وتخدم شبكات الهجرة غير الشرعية, مبرزا أن "روح مناظرة الرباط, التي كانت فكرة فريدة من نوعها, كانت حاضرة خلال هذا الاجتماع". وشدد المسؤول المغربي على أن المغرب يتوفر على منظور شمولي حول الهجرة لا يركز فقط على الجانب الامني لتدبير الهجرة غير الشرعية, موضحا أنه في الوقت الذي كان الالاف من المهاجرين يخترقون التراب الوطني ما بين 2003 و2004 للوصول الى أوروبا, فإن هذا العدد تقلص حاليا إلى العشرات. وأكد أن الامر يتعلق "بنظرة شمولية ومندمجة تنبني على الجوانب الامنية والتحسيسية والتنموية, وخصوصا التعاون الدولي لتفعيل المسؤولية المشتركة". وفي هذا الصدد تم التأكيد خلال اجتماع مدريد, على أهمية مواصلة التعاون القائم بين السلطات المغربية والاسبانية, خصوصا في ما يتعلق بالدوريات المشتركة التي يقوم بها الدرك الملكي المغربي والحرس المدني الاسباني, والعمل الذي تقوم به الادارة العامة للامن الوطني مع نظيرتها الاسبانية, في ما يتعلق بتفكيك الشبكات الاجرامية التي تنشط في مجال تهريب البشر. كما تم التنويه بالعمل الذي يقوم به المغرب في مجال محاربة شبكات تهريب البشر, مما أدى إلى التقليص من عدد المهاجرين السريين الذين يصلون الى السواحل الاسبانية, وهو الامر الذي يبين المجهود الجبار الذي يقوم به المغرب في هذا المجال.محمد شقور