احتضنت العاصمة الاسبانية يوم الاثنين أشغال الاجتماع الحادي عشر لمجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية حول الهجرة ,ترأسه عن الجانب المغربي خالد الزروالي , العامل مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية , وعن الجانب الاسباني كاتب الدولة في الامن أنطونيو كاماتشو وكاتبة الدولة في الهجرة كونسويلو رومي . وتم خلال هذا الاجتماع الذي يندرج في إطار التعاون المشترك القائم بين الحكومتين المغربية والاسبانية في مجال الهجرة التأكيد على أن مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية حققت منذ إحداثها قبل خمس سنوات نتائج ملموسة تمثلت في تعزيز التعاون المغربي في كافة المجالات المرتبطة بالهجرة والمهاجرين. وأبرز خالد الزروالي خلال ندوة صحفية مشتركة مع كاتب الدولة الاسباني في الامن وكاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة أنه تم هذه السنة إدراج موضوع الازمة الاقتصادية العالمية وسبل الحفاظ على مصالح المهاجرين المغاربة. وأكد المسؤول المغربي أن مجموعة العمل تمكنت من الاشتغال بذكاء من خلال إعطاء دينامية جديدة للجن المتخصصة في مواضيع اندماج المهاجرين المغاربة في المجتمع الاسباني والتواصل وتبسيط الاجراءات المرتبطة بمنح التأشيرات. وأعرب الزروالي عن ارتياحه لمستوى التعاون القائم بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وللنتائج الملموسة للعمل الذي يتم القيام به في إطار مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية حول الهجرة, مشيرا في هذا الصدد إلى أن تدفقات الهجرة السرية انخفضت سنة2008 بنسبة80 في المائة مقارنة مع سنة 2007. وأضاف أن الاجتماع القادم لمجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية حول الهجرة سيشكل فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال من أجل رفع التحديات التي يطرحها هذا الموضوع. وأبرز مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية أن المغرب تمكن منذ سنة 2003 من تفكيك 2400 شبكة متخصصة في تهريب البشر مضيفا أنه تم منذ شهر يناير الماضي تفكيك91 شبكة متخصصة في الهجرة غير الشرعية. لكن المسؤول المغربي نبه أن تفكيك هذه الشبكات يرافقه ظهور شبكات أخرى وهو الامر الذي يستلزم مواصلة العمل واليقظة وتعزيز التعاون الدولي للقضاء على شبكات الهجرة السرية التي تتعدد فروعها ابتداء من المتخصصين في استقطاب المهاجرين السريين وإيوائهم وتوفير المعدات لتسهيل الهجرة السرية. ومما يزيد من صعوبة هذا العمل يضيف خالد الزروالي أن هذه الشبكات القادمة من بلدان إفريقية وأسيوية أصبحت تستخدم العديد من الخبرات والتقينات الجديدة. ومن جهتهما أعرب كاتب الدولة الاسباني في الامن وكاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة خلال هذه الندوة الصحفية عن ارتياحهما للتعاون القائم بين إسبانيا والمغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية , مؤكدين على أن نموذج التعاون الثنائي تم تعزيزه بفضل نتائج أشغال اجتماعات مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية في مجال الهجرة. وفي هذا الصدد أعلنت كاتب الدولة الاسبانية في الهجرة أنه من بين5959 من المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى السواحل الاسبانية خلال السنة الجارية لم يتجاوز عدد المغاربة 307 مهاجر . ومن جهة أخرى أشارت إلى أن بعض القطاعات الانتاجية في إسبانيا مازالت تحتاج إلى اليد العاملة الاجنبية مبرزة في هذا الصدد أنه من المنتظر أن يتم استقدام800 عاملة مغربية لجني الفراولة في منطقة هويلبة. وأعلن كاتب الدولة الاسبانية في الامن أنه تم خلال التسعة أشهر الاولى من السنة الجارية تسجيل انخفاض في عدد المهاجرين السريين يقدر بناقص خمسين في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2008 . وأكد أن ذلك تم تحقيقه بفضل التعاون خاصة مع الجانب المغربي في إطار مجموعة العمل الدائمة في مجال الهجرة , مشددا على أن التعاون الثنائي سيتعزز أكثر في المستقبل. وقد تم خلال هذا اللقاء الذي انعقد بمقر وزارة الداخلية الاسبانية بحث سبل تعزيز التعاون المغربي الاسباني في مجال الهجرة والتحولات التي يشهدها سوق الشغل في إسبانيا. كما تناولت أشغال الاجتماع حصيلة ومخطط العمل بالنسبة لسنتي2009 و2010 للجن الفرعية المتخصصة في الاندماج والنهوض بالتواصل وتسهيل منح التأشيرات. وتجدر الاشار الى ان مجموعة العمل الدائمة المغربية الاسبانية في مجال الهجرة تعقد اجتماعات بالتناوب في كل المغرب وإسبانيا لبحث سبل التعاون في مجال الهجرة, علما أن الاجتماع العاشر لهذه المجموعة عقد في نونبر الماضي في الرباط.