انتقلنا بالحديث مع المقرئ الادريسي أبو زيد من اللباس في أبعاده ودلالاته إلى اللباس المغربي تحديدا، وعن خصوصيات الزي المغربي قال أبو زيد إن اللباس المغربي "جماع حضارات"، تراكمت واحتضنتها أرض المغرب الطيبة، منذ زمن الفنيقيين الذين أدخلوا البرنس، إلى زمن المسلمين الأوائل الذين جاؤوا بأشكال من اللباس الإسلامي، مرورا لبعض التقنيات والتفاصيل الإفريقية والرموز في "الجبة" التي طورها الأفارقة عندما أسلموا ليستروا عوراتهم، إلى ما جاء من الأندلس منقولا عن بلاد الشام، والحضارات الأموية، وأضاف أبو زيد أن اللباس المغربي تفاعل مع زمن البيزنطيين والرومان، كما تفاعل مع الأتراك عند الحدود الشرقية حين حكموا الجزائر. وأضاف أبو زيد أن اللباس المغربي و"أقصد به بالخصوص الجلباب المغربي، الرائع والطربوش الأحمر" يسمى في تركيا اليوم بفاس وفي أوربا "fez" وكذلك القفطان، لباس المرأة المغربية في الحفلات، بكل بهائه وتعقيده" ، ولم يفوت أبو زيد الفرصة ليشير إلى القفطان الذي بدؤوا يتلاعبون به حتى حولوه إلى "ميني جيب"، على حد قوله، وكيف أفقدته تظاهرات القفطان هويته. وذكر أبو زيد أيضا السروال المغربي (بالقعدة) واصفا إياه بالذي يجمع بين الجمال والستر، وكيف يمكن الإنسان من خلع جلبابه دون أن يكون لديه حرج، معتبرا أن اللباس المغربي الأصيل يوفر الشروط الشرعية فلا يشف ولا يصف، ومؤكدا أن اللباس المغربي فيه ذوق وفيه أناقة، وفيه جمال وستر. وأوضح أبو زيد أن اللباس المغربي يتدرج حسب المراتب الاجتماعية، ففيه المكلف جدا كالجلابة البزيوية والسوسدي، وجلابة تركا، وجلابة الصوف، وكذلك متنوع بأنواع الخياطة التي تطبق عليه من أرقى أنواع "الضفرة" إلى استعمال المكينة، موضحا أن مستويات الخياطة مختلفة ولها ذوقها، وأن لباس المرأة أيضا يختلف بحسب نوع الثوب إلى أربع أو خمس مستويات وتتمكن منه كل النساء من الفقيرة إلى الغنية، وقال إن حتى اللباس المغربي في الحفلات والمناسبات يحتاج أن توضع له حدود حتى لا يخرج إلى السفه والمبالغة. (يتبع)