استعادت صناعة الألبسة التقليدية بمدينة الصويرة، منذ الأسبوع الأول من شهر رمضان، حيويتها و نشاطها المعهودين بفضل الطلبات المتزايدة على خياطة مختلف أشكال اللباس التقليدي المغربي استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك. و تقول فاطمة، في عقدها الثالث، تتحدر من إقليمالصويرة، و هي صاحبة محل لخياطة الألبسة التقليدية في لقاء مع "الصويرة نيوز" بأن الإقبال على خياطة الملابس التقليدية عرف ارتفاعا ملحوظا خلال النصف الأول من شهر رمضان، و تنحصر أساسا طلبات الزبونات في الجلابة المغربية التقليدية لما تتسم به من حشمة و وقار، و تضيف بأن اللباس التقليدي المغربي عرف تطورا ملحوظا من خلال عديد من التصاميم التي ظهرت مؤخرا و التي رغم طابعها العصري حافظت على لمساتها التقليدية الأصيلة، و عن أثمنة الخياطة أوضحت أنها معروفة و في متناول كل الشرائح الاجتماعية. أما عزيز، 35 سنة، و هو خياط تقليدي بأحد الأحياء العتيقة بالصويرة، فيؤكد أن اقتناء الألبسة التقليدية يعرف، قبل و أثناء رمضان، ازدهارا ملحوظا في كل المدن المغربية، و يستطرد أن هذا اللباس يبقى أفضل ما يمكن أن نستقبل به عيد الفطر و أجمل ما يمكن أن نرتديه في هذه المناسبة السعيدة، و يعترف أنه يجد صعوبة قصوى في تلبية جميع الطلبات لضغط الوقت و قلة العاملين لديه، و فيما يتعلق بتكاليف خياطة اللباس التقليدي يؤكد عزيز، بأنها مناسبة و تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطنين، و الدليل هو الإقبال الكبير الذي تعرفها محلات الخياطة و كذا محلات بيع الملابس التقليدية الجاهزة. في حين تعتبر أسماء، 20 سنة، و هي طالبة بشعبة الفصالة و الخياطة العصرية بمركز للتكوين، الجلابة و القفطان المغربي بتصاميمهما المختلفة و الرائعة، أحب الألبسة التقليدية إلى قلب و نفسية المرأة المغربية بالرغم من الانتشار الواسع للملابس العصرية الأوروبية التي تظهر تضاريس الجسم أكثر مما تخفيها، و نوهت بالمصممين و المصممات المغاربة على الجهود التي بدلوها و مازالوا في التجديد و ابتكار آخر الصيحات بهدف الاستجابة لأذواق و اختيارات الزبناء من جهة، والارتقاء بلباسنا التقليدي إلى العالمية من جهة ثانية. و بنبرة طفولية سعيدة، يقول هيثم و هو طفل في السابعة من عمره، بأنه يكون في كامل انشراحه عندما يرتدي الطربوش الأحمر و الجلباب الأبيض و البلغة الصفراء، و يرافق والده لأداء صلاة العيد و زيارة الأهل و الأصدقاء، و كذا زيارة الأطفال الأيتام الذين تحتضنهم إحدى الجمعيات الخيرية بمدينة الصويرة، حيث يشاطرهم فرحة العيد و يمنحهم بعض الهدايا البسيطة.