مع اقتراب عيد الفطر، تكثف السيدة (نعيمة) صاحبة محل للخياطة بحي بورنازيل من جهودها، حتى تلبي طلبات زبنائها الكثر من سكان الدارالبيضاء الذين ينتظرون استكمال لباسهم التقليدي المعد لاستقبال هذه المناسبة الدينية العزيزة على قلوب المغاربة والمسلمين عامة. وتعتبر انشغالات هذه السيدة خلال الأيام الأخيرة من رمضان الكريم، نموذجا لانشغالات عدد كبير من ممتهني الخياطة بقيساريات العاصمة الاقتصادية الذين يصلون الليل بالنهار لكي يكونوا في الموعد ، خاصة وأن طلبات الزبائن كثيرة ومتنوعة . وما دام الأمر كذلك، فإن الزبناء من نساء ورجال وأطفال، يتتبعون بحرص شديد مسار خياطة ألبستهم، ويترددون بين الفينة والأخرى على محلات الخياطة لإلقاء نظرة على ما يعد لهم من قمصان... تقول السيدة نعيمة وهي تتحدث عن طبيعة عملها ، إن عددا من الزبناء قدموا ، منذ بداية شهر رمضان، طلبات لخياطة أقمصة (جلباب أو قفطان أو مجموعة خاصة بالأطفال) مشيرة إلى أن عملية خياطة هذه القمصان ، التي يبدأ ثمنها من 500 درهم فما فوق ، تتم إما باليد أو بآلات الخياطة، حسب رغبة الزبون. وتعتبر القمصان المغربية الأصيلة ، التي تعد تحت الطلب أو الجاهزة المعروضة بمتاجر العاصمة الاقتصادية خلال شهر رمضان الكريم، مبعث فخر بالنسبة للبيضاويين خاصة والمغاربة عامة، خاصة وأن مهنيي الخياطة ما فتئوا يجتهدون لإدخال تحسينات جميلة على هذه القمصان التقليدية مما يجعل المغاربة وحتى الأجانب يقبلون عليها في المناسبات. وتبقى هذه الاجواء، التي تعكسها أيضا بعض العادات المغربية الاصيلة من قبيل زيارة الأهل والأحباب والأقارب وإعداد أكلات ، جانبا آخر من أجواء استقبال عيد الفطر، ففرحة استقبال هذا العيد لا تكتمل عند البيضاويين إلا بزيارة الأقارب والأهل وصلة الرحم بهذه المناسبة.