استخرج العدو رفات مقاتلين لبنانيين من مقبرة شمال ما يسمى إسرائيل لتسليمها إلى حزب الله في إطار صفقة تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني. وفي إيران رحب وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي بالاتفاق. وقال إن إطلاق 435 أسيرا فلسطينيا ولبنانيا ومن دول عربية أخرى هو انتصار كبير لحركة المقاومة والشعب والحكومة اللبنانية. وأشار خرازي إلى أن الاتفاق يشدد على ضرورة الكشف عن مصير أربعة دبلوماسيين إيرانيين فقدوا في لبنان عام .1982 وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله في أن يتم إيضاح مصير الدبلوماسيين الأربعة في أسرع وقت من أجل وضع حد لمعاناة الأمة الإيرانية ومعاناة عائلاتهم بشكل خاص. وانقسم الشارع بشأن اتفاق التبادل، وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة معاريف العبرية أمس بأن 44% من اليهود يؤيدون اتفاق تبادل الأسرى وأن 43% منهم يعارضونه وأن 12% لا رأي لهم فيه. وقد أجرت الصحيفة هذا الاستطلاع على عينة شملت حوالي 500 شخص بهامش خطإ حدد ب5,4%. وتعرض الاتفاق لانتقادات من أقارب الطيار الصهيوني المفقود رون أراد الذي لم يشمله الاتفاق، إلا أن رئيس الوزراء أرييل شارون وصف قرار إبرام الصفقة بأنه كان أخلاقيا صائبا لكنه كان صعبا، مشيرا إلى أن حزب الله وافق على المساعدة في تأمين معلومات عن مكان أراد. ومن المقرر أن ينفذ الاتفاق الذي أبرم بوساطة ألمانية يوم الخميس. وتعهد العدو الصهيوني في الاتفاق المبرم بتقديم معلومات لحزب الله عن مصير 24 مفقودا وإعادة جثث 59 مقاتلا، وبأنها ستسلم للحزب خرائط حقول الألغام في الجنوب اللبناني. ونشرت مصلحة سجون العدو قائمة أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم في إطار صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله اللبناني. ونشرت يدعوت أحرنوت على موقعها الأسماء باللغة العربية، إذ تضم قائمة الأسرى العرب 31 اسما على رأسهم الشيخان عبد الكريم عبيد و مصطفى ديراني. كما نشرت الصحيفة ذاتها 200 من أسماء الأسرى الفلسطينيين. وفيما يبدو التفافا على الاتفاق بالخداع اليهودي المعروف اختار الصهاينة إطلاق سراح الأسرى الذين اقترب زمن الإفراج عنهم، مما يذكر بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السنة الماضية، الذين منهم من انتهت مدة سجنه، واحتفظ به لمثل هذه المحطات، ليستفيد الصهاينة إعلاميا ويمتصون غضب المنتقدين داخليا سياسيا، ومن التحاليل من أشارت إلى حاجة شارون إلى لفت الانتباه عن فضائحه المتوالية. وأفادت القدس العربي أن الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو عبروا خلال اتصالات مع نادي الأسير الفلسطيني عن خيبة أمل واسعة إثر الإعلان أن الأربعمائة أسير المنوي الإفراج عنهم وفق اتفاق صفقة تبادل بين إسرائيل وحزب الله لم يبق لهم سوى ثلاث سنوات في الأسر. وقال الأسرى في بيان وزعه نادي الأسير إن توقعاتهم خلال العامين الماضيين بنيت على أساس أن الأسرى القدامى والمحكومين بأحكام عالية، وخاصة الذين رفض العدو الإفراج عنهم خلال المفاوضات ستشملهم صفقة التبادل لأنها فرصة لا تتكرر لتحريرهم من الأسر . وقال عثمان مصلح ممثل الأسرى في سجن عسقلان والمحكوم بالمؤبد والذي يقضي الآن 21 عاما في السجن يبدو أن حزب الله تعرض لضغط كبير وفرضت إسرائيل شروطها على الاتفاق مستغربا عدم ذكر الأسيرات والمرضى، موضحا أن هنالك حالات مرضية في وضع خطير كحالة الأسير محمد أبو هدوان الذي يقضي 18 سنة حاليا ونقل أخيرا إلى العناية المكثفة. وقال أحمد كميل أبو العوض المحكوم بالمؤبد وقضى 15 سنة في سجون العدو كان ممكنا أن تستوعب الصفقة حالات نوعية وتنقذ الأسرى الذين ترفض اسرائيل دوما إطلاق سراحهم، ومع ذلك نشكر الشيخ حسن نصر الله على إصراره إدراج الأسرى الفلسطينيين في الصفقة حيث حاول العدو جاهدا شطبهم منها. واعتصم أول أمس عشرات الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة للمطالبة بالإفراج عن كل المعتقلين من سجون العدو الصهيوني. وفي كلمة ألقتها إحدى أمهات المعتقلين قالت ندعو الشيخ حسن نصر الله والمقاومة الفلسطينية أن يواصلوا جهودهم من أجل تأمين الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، مشيدة بصفقة التبادل التي اعتبرتها انتصارا للمقاومة ضد الاحتلال. ويرى المراقبون أن عمليات تبادل الأسرى التي جرت تثبت أن تل أبيب لا تفهم إلا لغة القوة، إذ ترفض الإفراج عن الأسرى، حتى وإن كانت ترتبط مع دولهم بعلاقات دبلوماسية، لكنها تضطر للركوع أمام قيام الفصائل بأسر جنود أو حتى رفاثهم. وكانت آخرها صفقة التبادل بين حزب الله وتل أبيب عبر الوسيط الألماني، التي يتوقع أن تنفذ يوم الخميس القادم، والتي تضمن الإفراج عن 436 أسيراً من لبنانيين وفلسطينيين وعرب، إضافة إلى أسير ألماني ونحو 59 جثة لشهداء لبنانيين وفلسطينيين، مقابل تسليم تل أبيب أربعة أسرى، يعتقد أن ثلاثة منهم قد قتلوا خلال عملية الأسر. ويذكر أن عدد عمليات تبادل الأسرى وجثث الجنود الصهاينة بين الدول والقوى العربية المختلفة والكيان الصهيوني منذ حرب 1948 بلغ حتى الآن 24 عملية تبادل، وفي حالة قيام حزب الله بتبادل الجنود الصهاينة الثلاثة الأسرى مع المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الكيان الصهيوني ستكون هذه هي عملية التبادل رقم 25 في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.