اعتبر عبد الواحد أكمير، أستاذ تاريخ إسبانيا المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أن مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية بعد استحقاقات 14 مارس المقبل موعد إجراء الانتخابات التشريعية مرجحة للتحسن أكثر، وإن كانت هذه العلاقة ستواجه بالعديد من الملفات الشائكة التي لم تحسم ولم تتقدم للأسف الشديد خلال الثماني سنوات الأخيرة (المرحلتين الانتخابيتين اللتين تولى فيهما أثنار السلطة). وأضاف أكمير، في مقابلة أجرتها معه التجديد أنه برغم كل هذه الملفات الشائكة التي لا يمكن أن ندير لها ظهورنا، فإن زيارة خوسي ماريا أثنار، رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب بمناسبة انعقاد قمة مراكش الأخيرة يومي 8 و9 دجنبر الماضي بالرباط، يمكن أن نستشف بشأنها بعدين اثنين على الأقل، يتعلق الأول بكون أثنار لم يرغب في مغادرة السلطة والسياسة تاركا من ورائه نافذة مفتوحة تتمثل في تداعيات الأحداث المؤسفة لجزيرة تورة، والتي كادت أن تدفع بالمغرب وإسبانيا إلى حرب لن تفيد أحدا. وبالتالي يضيف المتحدث فهو لم يهدف إلى تحقيق مصالحة مع المغرب من خلال زيارته، بقدر ما أراد أن يتصالح مع نفسه، بما يعني ذلك من رغبته في مغادرة الحياة السياسية الإسبانية نظرا لطموحاته في تولي مناصب دولية كالترشح لمنصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يشغله حاليا الإسباني خافيير سولانا أو طموحه في تولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا لكوفي عنان، ورغبته في التصالح مع نفسه أيضا فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، لإدراكه بأن سياسته في تدبير الملفات العالقة وذات الاهتمام المشترك مع المغرب قد تميزت بنوع من التسرع، الأمر الذي فوت عليه استلهام الطريقة المثلى في التعامل مع المغرب، الجار التاريخي والجغرافي لإسبانيا. ويرى الأستاذ الجامعي أن زيارة أثنار تعتبر إشارة إيجابية لا بد أن تؤخذ كمعطى له وزنه في رسم الخطوط العريضة للسياسة الإسبانية الخارجية مع المغرب في المرحلة السياسية المقبلة. وحول ما تفيده استطلاعات الرأي الإسباني بفوز للحزب الشعبي الحاكم، أوضح الأستاذ أكمير أن الناخب الإسباني يهتم كثيرا بمن يراه قادرا على تحسين وضعه المادي والاجتماعي، وبالتالي فإن قدرة الحزب الشعبي على تحقيق ارتفاع في الأجور للشعب الإسباني تشفع له لدى الناخب الإسباني، علما أن السياسة الخارجية لخوسي ماريا أثنار خلال الثماني سنوات الماضية كانت سياسة فاشلة، خصوصا اتجاه العالم العربي عامة والمغرب بصفة أخص، على خلاف السياسة الداخلية للحزب نفسه التي كانت سياسة ناجحة، وحققت إقلاعا اقتصاديا بارزا للشعب الإسباني. عبد الرحمان الخالدي