لم يعد للشك مجال، في أنّ حزب الشعب الدنماركي العنصري، والمناهض للأجانب والحاقد على الإسلام، قد حقق النتيجة الكبيرة، بل والخياليّة في تاريخ الدّنمارك. وذلك من خلال الانتخابات البرلمانية الرئاسية لهذه السنة 2015، وبهذا الفوز يدعم ويقوّي هذا الحزب الراديكالي شوكة أحزاب اليمين المتطرف للعودة من جديد إلى السلطة المطلقة، لا بل سيتفوّق حزب الشعب على حزب رئيس الوزراء الجديد من "الفينيسترا" الزعيم التقليدي لليمين المتطرّف في مملكة الدنمارك. إذن، ماذا ننتظر من حكومة قد اجتمع لها النصاب وزيادة، قد استأثرت بأغلبيّة مقاعد البرلمان وتربّعت على رئاسته؟ لازلنا نتذكر حكومة "الفينسترا" مع "أنس فو غاسموسن"رئيس وزراء تلك الفترة المرّة، والتي أشربت المسلمين الحنظل في الدنمارك منذ فوز حزب الشعب الدّنماركي في أوّل انتخابات 2001. الغريب والمثير والمخيف في الحكومة المرتقبة القادمة الأسبوع المقبل، هو اقتراح رئيس الوزراء الجديد "لاغس لوك" زعيم اليمين على أحقد امرأة على المسلمين في الدّنمارك، وهي رئيسة حزب الشعب العنصري المتطرف السابقة، "بييا كاسغو" منصب رئيس البرلمان، وهو منصب سامي في الدّانمارك كما تعرفون. وإذا وافقت فستكون أوّل امرأة على الإطلاق تشغل هذا المنصب في تاريخ مملكة الدّنمارك. وهي للعلم المرأة التي أعلنت مرارا من داخل قبة البرلمان أنّها تكره الإسلام والمسلمين. كما أعلن رفقاء دربها كذلك عن نفس التوجّه دون خجل. إذا ما وافقت السيدة الحديديّة كما يصفها العنصريون، على تولي منصب رئيس البرلمان، فستكون وصمة عار في جبين مملكة الدّنمارك بأسرها. كيف يعقل أن تتولى سياسيّة معروفة بالتوجّه العنصري، ومحاربة الإسلام علنا مثل هذا المنصب!! ولن يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل سوف تشهد سياسة اليمين الجديدة تجاه الأجانب تراجعا فاضحا في الحقوق المكتسبة، وسوف تقوم هذه الحكومة بالتضييق في المجال الحقوقي والاجتماعي بما يشمل العديد من القطاعات، لعلّ من أبرزها المساعدات الاجتماعية، والدّراسية والمتعلّقة بالسكن والعمل، واللجوء والإقامة، وقد تطال تضييقاتها أمورا أخرى جدّ حسّاسة، كمسألة حريّة التديّن، إلى ما هنالك – لا سمح الله – ممّا سيفرزه العقل والقلب الكارهان للآخر… وقد يتحمّل عند الله تعالى مسؤولية ما قد تأتي به هذه الحكومة كل من حرّض بجهله وانقطاعه عن الواقع وعن الدّين المسلمين على عدم المشاركة السياسية، ولا سيّما المشاركة في الانتخابات الأخيرة التي أفرزت بتقاعسنا وعدم جدّيتنا وسوء اختياراتنا ما به يُحاربُ وجودُنا وتُضرب مصالحنا… إنّه جهل بعض المسلمين الذي أملى عليهم زرع الشوك المدمي لأقدام المسلمين الحفاة، وعلى المسلمين اليوم أن يمشوا على الشوك يدوسونه ويحتسبون جراحاتهم دعاء على من أوردهم هذا المورد ولا نامت أعين عشّاق الخلافة الجهلة!…