تأتي جولة المستشار الألماني جيرهارد شرودر الإفريقية في إطار السباق بين الدول الكبرى في الاتجاه نحو القارة السوداء، وتزعم هذه الدول أنها تسعى لمصلحة القارة إلا أن الأمر كما يؤكد العديد من المراقبين يتعلق بمصالحها هي أولا وأخيرا. وسعت ألمانيا من خلال زيارة شرودر إلى أن يكون لها اسم داخل القارة. فهل ستغض ألمانيا الطرف عن مساوئ بعض الحكام الأفارقة من أجل مصالحها؟! هذا ما حذرت منه صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية والتي تناولت جولة المستشار الألماني الإفريقية فكتبت تقول : يجب ألا يبالغ المرء بشأن نفوذ ألمانيا في القارة الإفريقية . لكن زيارة شرودر ستتم متابعتها باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام الإفريقية مما سيمنح شرودر الفرصة ليظهر أنه جاد في قوله وفي وعوده لما وصفه بالشريك المناسب . فإذا كان شرودر جادا في تنفيذ مايقول بالفعل فيجب عليه الإشادة بالإصلاحات التي تمت في إفريقيا . وإلى جانب ذلك من المهم جدا أن يجد الوقت الكافي للحديث بصراحة مع الرئيس ثابو مبيكي الذي لايزال يساند الديكتاتور الزيمبابوي موكابي . فإذا التزم شرودر الصمت فيما يتعلق بهذه المساوئ فإن مبيكي قد يعتبر ذلك مباركة لسياسته. وقال دبلوماسيون ألمان، من جانبهم، إن الدول التي تشملها جولة شرودر اختيرت لأنها نماذج للاستقرار في إفريقيا ويمثل تاريخها السياسي الحديث نماذج للتحول سلميا نحو الديمقراطية. وكان شرودر قد أنهى أول أمس زيارة إلى إثيوبيا في أول جولة رسمية في القارة السوداء. وتشمل جولته أيضا جنوب إفريقيا وغانا ويركز في جولته على المساعدات والتجارة والأمن.