فشلت قمة برلين في إزالة الخلافات، بين فرنسا وألمانيا من جهة وبريطانيا من جهة أخرى، في المسألة العراقية. لكنها أكدت أن الأطراف الثلاثة مع نقل السلطة إلى العراقيين في أسرع وقت ممكن، وإعطاء دور أكبر للأمم المتحدة، ومواصلة النقاش في مجلس الأمن للوصول إلى هذا الهدف. وأعلن أن القمة توصلت إلى اتفاق على مختلف القضايا الأوروبية. في الإطار نفسه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لن يعارض تشكيل قوة دولية تضطلع بحفظ الأمن في العراق وبقيادة أمريكية، لكنه اشترط أن يجدد مجلس الأمن مهماتها، علماً أن موسكو لن تشارك في القوة الدولية. في غضون ذلك أطلق مجهولون النار على عضو مجلس الحكم الانتقالي عقيلة الهاشمي في محاولة لاغتيالها فأصيبت إصابات خطيرة فيما قتل سائق سيارتها، واتهم رئيس المجلس أحمد الجلبي عناصر بعثية بتخطيط المحاولة وتنفيذها. واستمر الخلاف بين المستشار الألماني غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك من جهة ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير من جهة أخرى حول العراق، فيما أعلن القادة الثلاثة اتفاقهم إثر اجتماع عقدوه في برلين أول أمس على الشؤون الأوروبية. وفيما حاول شرودر انتقاء كلماته في الحديث عن الخلافات مع بريطانيا في النظرة إلى العراق، كان شيراك أكثر وضوحاً، ولم يتردد في تحديد مكامن الخلاف، مع ذلك أكد الثلاثة في مؤتمرهم الصحافي بعد أكثر من ساعتين من المحادثات في مقر المستشارية الألمانية توافقهم على ضرورة قيام عراق ديموقراطي ومستقر في ظل حكومة تتمتع بالسيادة الكاملة. وأكد شيراك أن الخلاف قائم حول السبل والطرق المؤدية إلى تحقيق هذا الهدف. وفيما تحدثت مصادر الوفد البريطاني عن تحول في موقف شرودر لمصلحة وجهة نظر بلير، قالت مصادر ألمانية أن المستشار حاول التوازن قليلاً بين موقفي شيراك وبلير، آخذاً بالاعتبار الاجتماع الذي سيعقده الثلاثاء المقبل مع الرئيس جورج بوش في نيويورك. وأضافت أن مواقف شرودر أقرب إلى الموقف الفرنسي. ويطالب الطرفان بتحديد فترة زمنية واقعية لتسليم العراقيين مقاليد السلطة. وقال شرودر إن لندن وباريس وبرلين تؤيد إعطاء الأممالمتحدة دوراً مهماً في العراق ونقل السلطة إلى العراقيين بالسرعة الممكنة، واعترف بأن هذا الهدف ما زال في حاجة إلى نقاش مقترحاً مواصلته داخل مجلس الأمنبصورة غير علنية. وأضاف: هناك تقدم، والباقي سيبحث في نيويورك. أما شيراك فكشف أن الآراء ليست متطابقة تماماً في الوقت الحالي بين الزعماء الثلاثة، في ما يتعلق بالنقاط الفنية والجدول الزمني، مضيفاً أن على الأممالمتحدة لعب دوري أكبر بكثير. وقال إن فرنسا تريد انتقال السيادة العراقية إلى العراقيين خلال شهور وإعطاء المنظمة الدولية مسؤولية أكبر. واكتفى بلير بترديد موقفه المعروف، مشيراً إلى أن بريطانيا تريد انتقالاً إلى حكومة ديموقراطية، والجميع يرغب بدور رئيسي للأمم المتحدة في عملية إعادة الإعمار، إضافة إلى أن واشنطن موافقة على ذلك أيضاً. ومن جهة ثانية تعرضت عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق، عقيلة الهاشمي، لمحاولة اغتيال صباح أول أمس أمام منزلها أسفرت عن وفاة سائقها وإصابتها واربعة من المرافقين، بينهم شقيقان لها. ونقلت الهاشمي أولاً إلى مستشفى اليرموك غرب بغداد حيث خضعت لجراحة لاستئصال رصاصات أصابتها في بطنها، ثم تم نقلها بسيارة إسعاف أمريكية مع حماية مشددة إلى جهة غير معلومة، وواكبها في سيارته وزير الصحة العراقي الجديد خضير فاضل عباس. وأوضح الطبيب حسين الطريحي أن الهاشمي خضعت لجراحة لاستئصال رصاصات أصابتها في بطنها وأن حالها مستقرة لكنها تحت المراقبة لمدة 24 ساعة. وأُلقي القبض على مشتبه به في محاولة الاغتيال وأُخضع للاستجواب. واستنكر الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر محاولة اغتيال الهاشمي، واصفاً الحادث بالمروع والجبان. واتهم الرئيس الدوري لمجلس الحكم أحمد الجلبي مجرمين من فلول حزب البعث وقتلة مأجورين لصدام حسين بالتورط في الاعتداء.