في بيان ناري أعلن مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، الذي يمثل أساتذة كليات الطب في المغرب عن استيائه من وضعية التكوين في كليات الطب، وتراجع المستشفيات الجامعية، أمام منافسة القطاع الخاص المتوحش، وغياب أي أثر لوعود الحكومة في ظل الاكتضاض وتأثر مستوى التكوين الطبي. ويقول بيان التنسيق القطاعي، إنه ورغم المراسلات والاتصالات التي قامت بها النقابة الوطنية للتعليم العالي، مع كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والمطالبة بانعقاد اجتماع اللجنة الثلاثية لمناقشة مظاهر الأزمة والبحث عن حلول عملية لمواجهة الاكتظاظ غير المدروس الذي تعرفه كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان وغياب أي أثر للوعود التي قدمتها الحكومة من أجل تجويد التكوين الطبي والصيدلي ببلادنا. « فإن الوزارتين اختارتا سياسة الأذن الصماء والتجاوب السلبي مع هذه الإكراهات الحقيقية ». كما أثار الأساتذة المشاكل المتراكمة التي تعرفها المراكز الاستشفائية الجامعية وخصوصاً: « غياب رؤية واضحة لأجال تنزيل إصلاح المنظومة الصحية على المستوى الوطني رغم مرور أكثر من ستة أشهر على المصادقة على القوانين التنظيمية »، مما يؤدي إلى « فقدان ثقة الجميع في إمكانية المضي قدماً في هذا الورش ومدى جدية الحكومة في تنزيله ». وأشار التنسيق النقابي إلى « غياب أي إجراءات مصاحبة لتعميم التغطية الصحية الإجبارية على مستوى إمكانات المراكز الجامعية في مواجهة المنافسة المتوحشة للقطاع الخاص مما يؤدي بحكم الواقع الملموس إلى عملية إجهاز مسترسلة على القطاع الطبي الجامعي ». وتحدث البيان أيضا عن غياب بنيات تحتية قادرة على المنافسة معدات طبية وبيوطبية متجاوزة، وحكامة تقليدية وغير منتجة، وقوانين تنظيمية وبيروقراطية تنفر المرتفقين. واعتبر البيان أن ضعف إقبال المرتفقين على المراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات العمومية يضع بشكل مباشر جودة التكوين التي تنشدها جميعاً على المحك في ظل الرفع المتزايد من عدد الوافدين دون التفكير في حل حقيقي لإشكالية ميادين التداريب. ويأتي البيان إثر دعوة من المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي لعقد مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان يوم الاثنين 24 فبراير 2025، وذلك لمناقشة المشاكل التي تعرفها منظومة التكوين بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في ظل غياب رؤية واضحة ومستقبلية قادرة على إيجاد الحلول الناجعة للأزمة الحالية التي يتخبط فيها التكوين الجامعي.