دخلت جامعة محمد بن عبد الله بفاس في دوامة جديدة من العنف نتيجة لتحركات منتمين لتيار اليسار القاعدي الذين شنوا حملة اعتداءات داخل المركب الجامعي ظهر المهراز خلفت إصابة حوالي 6 طلبة نقلوا على إثرها للمستشفى إضافة إلى إغلاق مدرجات الكليات في وجه الطلبة ومنعهم من اجتياز الامتحانات بالقوة. وتعرض طلبة منتمون لمنظمة التجديد الطلابي لاعتداءات ابتداء من يوم الخميس المنصرم بعد أن ظلت تترصدهم عصابات اليسار القاعدي وذلك منذ صدور الأحكام في حق رفاقهم الذين أدينوا في قضية مقتل الطالب عبد الرحيم حسناوي. في الوقت ذاته منع القاعديون طلاب كلية الحقوق من اجتياز الامتحانات بالقوة يوم الجمعة حيث قاموا بإنزال كثيف وغلق أبواب المدرجات وإخراج الطلبة من قاعات الامتحانات تحت طائلة التهديد. وإضافة إلى مصابين آخرين؛ نقل طالبان إلى المستشفى الجامعي بفاس، يوم السبت جراء إصابات بليغة تعرضا لها على أيدي القاعديين الذين ترصدوا عددا من أعضاء المنظمة أمام قاعات الامتحانات وفي الشارع العام، زيادة على الاعتداء على طالبة عضو بالمنظمة داخل الحي الجامعي باستعمال آلات حادة خلفت إصابات على مستوى الوجه . واستنكر رئيس المنظمة رشيد العدوني موقف السلطات الأمنية ومسؤولي المؤسسات الجامعية من الأحداث الاجرامية الجارية في المركب الجامعي محملا إياهم مسؤولية ما يقع، ومؤكدا أن موقفهم تجاوز الحياد السلبي إلى درجة التساهل مع المعتدين بالرغم من الاعتداءات الكثيرة والشكايات المقدمة في حق المعتدين، وكذا بالرغم من مطالبة عدد من الهيئات بالتدخل وتوفير الأمن بالحرم الجامعي. وتساءل العدوني حسب يومية"التجديد" عن المذكرة التي سبق أن أصدرها وزير التعليم العالي لمحاربة العنف بالجامعة، ووعوده بالوقوف بجدية أمام جرائم العنف؛ معتبرا أن تلك المذكرة ليس لها أي فعل حقيقي لحد الآن، ولا تفعّل إلا لمنع الأنشطة الثقافية والمعارك النضالية. وعلم "جديد بريس" أن وزير التعليم العالي لحسن الداودي؛ اتصل بمسؤولي الأمن بفاس لاتخاذ الإجراءات اللازمة، في الوقت الذي اكتفت قوات الأمن بالتواجد عبر مداخل المركب الجامعي والمراقبة عن بعد. وأكد العدوني أن المنظمة لن تسكت عن الإجرام المستمر بالجامعة، والاعتداءات التي تطال مناضلي المنظمة، مؤكدا استعداد المنظمة للاعتصام أمام مقر الداخلية وولاية الأمن، ما دامت أرواح الطلبة في خطر. من جهته قال الكاتب المحلي لفرع المنظمة بفاس يوسف العروصي، إن الاعتداءات التي طالت أعضاء المنظمة بفاس واستعملت فيها أسلحة بيضاء وقنينات الكريموجين، تقع داخل المؤسسات الجامعية التي من واجبها حماية أمن الطلبة؛ بل بالعكس -يضيف المتحدث- يتخذ أفراد هذه العصابة مسجد كلية الآداب الخاص بالطالبات مقرا للإيواء والمبيت فيه ليلا. وأدان أساتذة جامعيون بكلية الحقوق ما عرفته الكلية يوم الجمعة من أشكال عنف، محملين كل الجهات الوصية مسؤولية ما وقع وتداعياته على مصير السنة الجامعية، ومسؤولية عدم اتخاذ كل الاجراءات الاحترازية في الوقت المناسب. وطالب الاساتذة عبر بيان للنقابة الوطنية للتعليم العالي؛ رئيس الجامعة باتخاذ كل التدابير الضرورية والملائمة لتوفير الشروط الطبيعية لإجراء الامتحانات، مسجلين "إقدام بعض العناصر على منع الأغلبية الساحقة من الطلبة من اجتياز الامتحان بواسطة العنف اللفظي والجسدي والتهديد المادي والمعنوي" الذي لم يسلم منه الأساتذة والموظفون الذين تعرضوا لإهانت وسب وقذف، يضيف البيان. واضطرت عمادة كلية الحقوق إلى عقد اجتماع للأجهزة البيداغوجية بالكلية، أسفر عنه إعادة برمجة الامتحانات مرة اخرى يوم الثلاثاء المقبل.