أفادت إحدى الجرائد الوطنية أنه من المتوقع أن يطلع برنامج كاستينغ ستار مرة أخرى على المشاهدين للقناة الأولى إتم رغم أنه أثار استهجان المغاربة وحنقهم. وإذا صح الخبر فإن الأمر يلزم وقفة محاسبة للقائمين على أمر البرنامج المذكور حول الشكل والمضمون والميزانية والحصيلة قبل أي عودة له، خاصة وأن جل المتابعين له أكدوا أن برنامج كاستينغ ستار. (النسخة جد الممسوخة لبرامج مشابهة بالمشرق أو الغرب مع اقتصاره على المرشحين المحليين) 14حلقة التي مرت منه وفي كل واحدة منها52 دقيقة شكل مهزلة السنة في التلفزة المغربية بامتياز شكلا ومضمونا. فمن حيث الشكل سجل المتابعون بأن طريقة البرنامجالموسيقيفي اكتشاف المواهب الغنائية تمت بطريقة لا تمت إلى الفن بصلة واعتمدت على مدى تغنج وتبرج المرشحين والمرشحات الذين لايتجاوزسن أغلبهم 20سنة على أكبر تقدير، و ركز المشرفون على البرنامج في تدريباتهم للمرشحين التي امتدت ثلاثة أشهر على شكل اللباس، حيث لبست المشاركات في الحلقة الأخيرة أثوابا كشفت عن مناطق حساسة من الجسم، وبدين وكأنهن مشاريع راقصات أكثر من كونهن مشاريع مطربات ومن كثرة الهوس بالرقص، رقصت إحداهن على إيقاع موسيقى أم كلثوم، رغم أنها لا تليق بذلك، في حين بدى بعض المشاركين من الذكور حاملا لأقراط في أذنيه، وتساوى الجميع حتى اختلط الأمر على المتابع وصعب عليه أن يميز بين الذكر والأنثى من المشاركين في كثير من الحالات، خاصة عندما غاب اللباس المغربي والمحتشم. الأمر الذي خلف استياء كبيرا لدى المغاربة. أما من حيث المضمون فكانت المصيبة أعظم حيث غاب الهدف السامي والنبيل للموسيقى وحضر الابتذال وغاب الذوق والمعنى وحضر العبث بكل ألوانه، وباختصار حضر كل شيئ إلا الفن والموسيقى. الصحافة الوطنية تنتفض ضد البرنامج انتقدت الملاحق الإعلامية في أغلب الصحف الوطنية بقوة برنامج كاستينغ ستار بناءا على الرسائل والمكالمات الهاتفية المدينة والمستنكرة له التي توصلت بها، واعتبرته مهزلة و إسفافا غريبا، رمى بالسجل التاريخي للتلفزة المغربية على مستوى اكتشاف المواهب والنجوم إلى صناديق القمامة وضربة للسمعة التي تميزت بها جل برامجها من حيث الحرص على الجانب الأدبي والأخلاقي من وقار واحترام للقواعد والتقاليد المغربية، وأجمعت الصحف التي اهتمت بالموضوع على أن الأيادي التي تدير برنامج كاستينغ ستار أبعد ما تكون عن الأصالة المغربية التي تبجحت بها شكلا ومضمونا مما سلفت الإشارة إليه، حيث تشابهت عليهم كلمة غربية ومغربية، موضحة ضعف ثقافتهم المغربية. وتساءلت الصحافة الوطنية عن دور الرقابة بخصوص إعداد مثل هذه البرامج وعن مسؤولية تسليم شباب في مقتبل العمر لأناس تذرعوا بشعار التحرر والانفتاح ليبثوا ويشيعوا التدني والانحطاط دون حياء، بل إن جريدة الأحداث المغربية والاتحاد الاشتراكي شبهت ما يقدم في البرنامج الممقوت بما يقدم عادة في علب الليل من الدرجة العاشرة، مع امتياز لهذه الأخيرة، وخاصة الحلقة الأخيرة منه التي وصفت بأم المهازل، وأنه يصنع نجوم علب الليل، نظرا لما أصاب صاحب البرنامج المهزلة من ازدواجية وحصل له ما حصل للغراب لما حاول تقليد مشية الحمامة فلا المشاهد أخبر من البداية بأنه يتفرج على برنامج غربي بنسخة رديئة، ولاهو تتمع بفن مغربي أصيل شكلا ومضمونا.، وفي السياق نفسه كانت الصحافة الوطنية قد وجهت لوما شديدا للفنان المغربي عبد الهادي بلخياط، لكونه قبل أن يحل ضيف شرف على الحلقة الأخيرة من البرنامج المهزلة في الوقت الذي قررت فيه إحدى المشاركات( ابنة محمد باطما)الانسحاب في آخر لحظة من المشاركة في البرنامج، رغم مرورها للطور النهائي لعدم قبولها الظهور على المسرح بالشكل الذي ظهر به زملاؤها. والغريب أن التلفزة المغربية لم تأخذ كل الانتقادات بعين الاعتبار، وعادت تبث آخر مستجدات مهزلة نجومها الذين طبخوا في كاستينغ ستار من فرنسا حيث زاد التخفف من الحشمة واللباس وارتفعت درجة الابتذال، مصورة إياهم وكأنهم نجحوا ووصلو لقمة النجومية. خاتمة لقد أغارت التلفزة المغربية على المشاهدين بالرداءة و صنعت بفعلها نجوما كارطونيين، وخلقت نماذج بشرية لاتمثل المغاربة ولاتشرفهم، وبينها وبين الفن والموسيقى الأصيلة والنبيلة مابين الأرض والسماء، ووجب تبعا لذلك أن تقدم الحساب للمواطنين الذين يمولونها عبر فواتير الماء والكهرباء. صحيح يجب أن نبدع أشكالا لاكتشاف المواهب والطاقات الفنية عند الشباب المغربي وتنميتها، لكن ليس بطريقةكاستينغ ستار الكارثية و الممسوخة، ذلك لأن للفن المغربي والعربي بشكل عام خصوصيات ومميزات تسمه من حيث المضمون والهدف ومن حيث التقديم إن المغاربة الذين يؤمنون حقا بالإنفتاح لا يعتبرون الفن عبثا ولاوجبة سريعة سرعان ما تستهلك فتنسى، بل رسالة قاصدة ونبيلة لايمكن أن تشوهها رياح العولمة (المسخ) الفنية والثقافية، وهو الأمر الذي يجب أن يعمل المشرفون على التلفزة المغربية على تثبيته لا خلعه من خلال تطليق برنامجكاستينغ ستارالطلاق الثلاث وكل ما شابهه إن المغاربة يريدون منتوجا ينتمي إليهم ويعبر عنهم وعن خصوصياتهم وثقافتهم. ولا داعي لأن يحمل أي برنامج فني لا يحترم ما سبق اليافطة المغربية وليبعد شره ومهازله عن المغاربة حتى لايفسد أدواقهم ولا حسهم. مروان العربي