اعتقد المواطن أن مهزلة كاسينتغ ستار انتهت ومضت إلى غير رجعة بعد طول معاناة منه، لكن أخبارا من هنا وهناك تتحدث عن احتمال رجوع البرنامج المهزلة ليجثم مرة أخرى على صدور المشاهدين للقناة الأولى على قلتهم، الأمر الذي يجعل المتابع يطرح سؤالا كبير لماذا يصر القوم على برنامج رديء لم تقل في حقه كلمة شكر واحدة، وهل تمت محاسبة المسؤولين عنه وهم الذي حظوا بميزانية خاصة وضخمة وتنقلوا في جل المدن المغربية، واستقروا بكل واحدة منها أربعة أيام و... لقد قيل إن برنامج كاستينغ ستار يهدف إلى اكتشاف المواهب الغنائية الشابة في المغرب، لكن ذلك لم يتم بالشكل المعهود للتلفزة المغربية ذات الماضي المحترم في اكتشاف طاقات فنية متميزة وأصيلة، بل تقليدا ومحاكاة لبرامج في بلدان أخرى غربية وعربية. المحاكاة التي تجسدت في كل شيء في اللباس حيث المكشوف أكثر من المغطى والضيق أكثر من الواسع وفي الرقص الذي غلب على الكلمة، و في تقطيعة الشعر وفي طريقة الكلام و...مما صعب على المشاهدين أن يميزوا واختلطت عليهم القناة الأولى مع قناة ل.ب.س اللبنانية رغم الفارق الموجود بينهما. إن أهل الفن قالوا إن البرنامج كان كارثة حقيقية، وعوض أن يكتشف الطاقات الفنية والمواهب الغنائية، كرس البرنامج الميوعة بكل صورها. وصور أصالة الفن المغربي شكلا ومضمونا على أنها عبأ ثقيل يجب التخلص منه لكونها لا تستجيب لمتطلبات العالمية التي لامكان فيه للخصوصية والعفة والرسالية. وأوهم البرنامج الشباب على أن خريجيه سيشكلون حملة المشعل الفني المغربي في المستقبل، وأن النجومية والشهرة ليس لها إلا طريق واحدا يتجسد في الغناء واللباس الذي لا يركز إلا على موضوع واحد وحيث لا تكاد تلبسالمغنية إلا مايستر العورة هذا إذا ستر، ويتحول الذكرالمغني إلى خنثى لباسا ومشية وكلاما. لقد كانت مهزلة كاستينغ ستار مصيبة ابتليت بمتابعته شريحة من الشباب المغربي، فلا هي طرحت بين يديه موسيقى محترمة نبيلة هادفة، ولا هي علمته سلم الارتقاء الصائب، وظهر بجلاء أن القائمين على أمر البرنامج المهزلة الذي تورطت فيه التلفزة المغربية لم يقصدوا اكتشاف مواهب غنائية ولا هم يحزنون وأنهم قصدوا تمييع الشباب المغربي وشغله بتفاهات وأحيانا سفاهات، ومحاصرة مظاهر التدين والالتزام في صفوفه التي باتت تتنامى يوما عن يوم. ووجدوا في المسابقات الغنائية بعدما أفرغت من جانبها الإيجابي خير سبيل ومخدر يحقن به الجيل الصاعد، وشغله عن أموره المصيرية. بحيث لوحظ أن نسبة لابأس بها من الفتيان والفتيات يشاهدون هذا البرنامج ومثيله و ينتظرونه بالدقائق والثواني. وقد أبانت التجربة في لبنان مثلا عن مدى انشغال الشباب ذكورا وإناثا بهذه التفاهة المسماة ظلما وعدوانا المسابقات الغنائية، وذلك من خلال الاتصالات الهاتفية التي تصوت على ما يعتبرونه أحسن صوت، إذ بلغت عدد المكالمات حوالي. 79مليون و خمسمائة وخمسين ألف اتصال، منها11مليون وثلاثمائة ألف من بلاد الحرمين و23مليون ومائة وخمس وسبعون ألف من مصر، و18مليون وخمسمائة وستة وثلاثين ألف اتصال من لبنان، مع العلم أن عدد الأصوات من الدول العربية ضد الحرب على أفغانستان يومها لم يتجاوز أربعة ملايين صوت. ومما يحسب في حسنات الشباب المغربي أن الموقع الإلكتروني السعودي الذى أعطى إحصائيات التصويت على برنامج سوبر ستار لم يذكر المغرب ضمن لائحة الدول التي صوت شبابها على البرنامج المذكور، ربما لقلة عدد المصوتين أمام ملايين الأصوات بدول عربية أخرى الأمر الذي يجب أن يعيه أصحاب برنامج كاسيتنغ ستار المهزلة، ومن دعمهم وسمح لهم ببت كارتثهم. إن الشباب المغربي محتاج للبرامج التي تقوي فيه عناصر المناعة والقوة والأصالة أمام تيار العولمة الكاسح، محتاج لما يؤهله ويحفزه للنهوض ورفع التحديات التي تنتظر البلد والأمة الإسلامية جمعاء وليس إلى ما يحوله إلا مجرد دمى وكراكيز يلعب بها من شاء ولما شاء. أبو بكر