في حكاية غريبة الأطوار، مرّت خلالها السّنون وكبرت معها الأعمار، عشنا مراحلها وأدراجها عن غير قصد بل ب0ضطرار، إنها قصة إصلاح التعليم الذي لم نَجنِ له لحدّ الآن ثمار، بالرّغم من مواكبتنا له منذ التمانينات ونحن تلامذة صغار، ذلك أنّنا شهود مرحلة التعليم الأساسي ومعها المستوى السادس حيث كنّا أوّل فوج يقع فيهم القرار، بعدها توالت علينا الاسقاطات ومعها التجارب التي سايرناها ب0صطبار، حتى جاءت فترة الميثاق الذي وبالموازاة معه حملنا مشعل التدريس كما شاءت لنا الأقدار، فلاحظنا أن عُشريته قد ولّت وهي حِبر على ورق أيْ من غير أنْ يكون لها على أرض الواقع آثار، ممّا جعل العِِناية المَولوية تتدخّل وَتطوف بالموضوع كنوع من الحِكمة والإصرار، تمخّض عنها أجرأة لأهدافه النيرة في شكل مشاريع ضمنها المُخطّط الاستعجالي الذي هو الآخر بقي مجرّد أفكار، ذلك أنّنا عاينّا سنواته الثلاثة وعن نتائجه الأصفار، ولكنْ ما يدمع العين ويدمي القلب كإحدى المواطنات من المغاربة الأحرار، هو ذلك الفساد الذي أصاب الأموال التي خُصصت له والتي مافتئت تطير دون سابق إنذار. واليوم فنحن مدعوّون لدخول غمار إصلاح جديد هو الأطول مدّة ذاك ما جاءت به آخر الأخبار، خمس عشْرة سنة هي 0متداد جيل كامل لا يسعني إلا أنْ أدعو له السّتّار، حتى يكون حظّه أفضل من سابقيه بعد أنْ تصدق نية المُصلحين الذين وقع عليهم الاختيار، هؤلاء الذين 0صطفاهم المجلس الأعلى لتأسيس إصلاح يُقارب المنظومة في شموليتها أساسه الاستحضار، وإشراك كل الأطياف مع إملاء ات كل تيّار، لكننا ب0ستماعنا لمنظوره ورؤيته البَعدية تأكّدنا أنّه لم يغفل إلا الأوضاع الإقتصادية والأحوال الاجتماعية لجماعة المُدرّسين الأخيار، لأنه ليس لها في نظره ولا في 0ستراتيجيته أي 0عتبار، وهو نفس الشيء الذي يجعلني أتساءل بصفتي مُدرّسة أنتمي لنفس الدّار: هل سينجح الإصلاح هذه المرّة وستطلع له شمس النّهار؟ أم أنّه سيسير في خطى الإصلاحات السابقة ب0عتماد سياسة المماطلة والتّسويف حتى نملّ أو ننسى الانتظار، وهذا الأمر بات واضحا لكل من له 0هتمام بالشأن التربوي كفضيحة منزوعة الأسرار،، لكني أعيب على البعض الترديد دون الإخلاص: منبت الأحرار مشرق الأنوار…