أعلن في القاهرة مساء أمس عن وفاة الكاتب و الباحث و المفكّر الفلسطيني أحمد صدقي الدجاني ، الذي يعتبر أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية ، و أحد رواد التقارب بين التيارين القومي و الإسلامي . و كان العلامة الدجاني (1937 - 2003) عضواً في ثالث لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير ، و استمر في عضوية اللجنة حتى أواخر الثمانينات من القرن الماضي ، و قد تولى رئاسة المجلس الأعلى للثقافة و التربية و العلوم في منظمة التحرير على مدى عقدين من الزمن ، و كان ممثلاً لفلسطين في مؤتمرات الحوار العربي – الأوروبي ، الذي كان يعتبر من رواده الأوائل . و ساهم الدجاني ، الذي ينحدر من مدينة يافا الفلسطينيةالمحتلة ، في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في أواسط الثمانينات و كان نائباً لرئيس مجلس أمنائها ، كما كان عضواً في الأكاديمية الملكية المغربية ، و في منتدى الفكر العربي ، و مؤسسة الفكر العربي . لعب الدكتور الدجاني دوراً رئيساً في تأسيس المؤتمر القومي العربي في بداية التسعينات و انتخب عضواً في أمانته العامة على مدى 13 عاماً ، كما كان في طليعة المبادرين لتأسيس المؤتمر القومي – الإسلامي عام 1994 و كان أول منسق عام لهذا المؤتمر . و للدكتور الدجاني العديد من المؤلفات و الكتب ، كما له مقالات منتظمة في العديد من الدوريات العربية من صحف يومية و مجلات أسبوعية و شهرية ، بالإضافة إلى حضوره المميز في العديد من المؤتمرات و الملتقيات العربية و الإسلامية و العالمية . و قال بيان مشترك صدر اليوم الإثنين عن المؤتمر القومي العربي ، و المؤتمر القومي الإسلامي ، أن المرحوم الدجاني كان يجمع بين الصلابة في الموقف و الدماثة في العلاقات ، بين الرؤية المبدئية المتمسكة بالثوابت و بين النظرة الواقعية القادرة على استيعاب المتغيرات ، بين الإيمان العميق بالعمل المؤسسي و الجماعي و بين الاحترام اللافت للمبادرة الفردية ، فكرية كانت أم نضالية . في المجال الفلسطيني ، عرف بموقفه المعترض على نهج التسوية السياسية و كلّ ما أفرزته من اتفاقات بما فيها اتفاق أوسلو ، متمسّكاً بشعاره المعروف "لا للحل العنصري الصهيوني في فلسطين" . و كان حريصاً كلّ الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية و على مؤسسات العمل الفلسطيني و على الحوار الهادئ و الرصين بين فصائل المقاومة . في المجال الإسلامي ، أوضح بيان النعي أن الدكتور الدجاني كان يشدّد دائماً على ضرورة اهتمام العرب بدائرتهم الحضارية الأوسع ، أي الدائرة الإسلامية ، ساعياً إلى صياغات فكرية و تنظيمية تسمح بترجمة هذا الاهتمام ، مشدّداً على دور العرب غير المسلمين ، كما المسلمين غير العرب ، في بناء مداميك الحضارة العربية الإسلامية . و كان يشدّد في فكره و ممارسته على أهمية الديمقراطية و الشورى و حقوق الإنسان في المشروع الحضاري العربي رافضاً مقايضة الديمقراطية و حقوق الإنسان بأي هدف آخر من أهداف الأمة . و أضاف البيان في ذكره لمناقب الفقيد بأنه "كان عروبياً قومياً وحدوياً في فلسطين ، و كان فلسطينياً وطنياً استقلالياً في المحافل العربية و الإسلامية و الدولية" . قدس برس