فقدت الساحة الفكرية الفلسطينية واحدا من أبز المفكرين الذي حمل هموم الوطن منذ الصغر وسعى من منفاه جاهدا لطرح قضيته أمام المحافل العربية والدولية وهو المفكر أحمد صدقي الدجاني. وبذل المفكر "الدجاني" 76عاما الذي توفي مساء الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة سنوات عمره الطويلة في النضال والدفاع عن قضيته الوطنية والعربية قضية فلسطين، وحرص على إعمال فكره وساهم في تأسيس عدد من المعاهد والمنتديات الفكرية. وقال الدكتور ناصر الدين الشاعر عميد كلية الشريعة بجامعة النجاح بمدينة نابلس إن الفقيد خسارة للفكر الفلسطيني وله مساهمات كبيرة وتجارب مهمة في الدفاع عن قضيته ووطنه. وأضاف في تصريح ل"التجديد": كان لكتابات الرجل مسحة ذات بعد قومي إسلامي لافتة، وكان ذو علاقات واسعة على المستويين العربي وحرص على توثيق العلاقة الفلسطينية الأوروبية. وقال: أثر تنقل فقيدنا الراحل على كتاباته، فقد تنقل بين مصر والأردن وتونس وسوريا وليبيا، فكان كاتبا جيدا ودافع عن القضية بجدية وإخلاص، ويجب أن نعترف بأن الساحة الفكرية العربية والفلسطينية فقدت عنصرا مهما من عناصرها، ليس من السهل إيجاد من يحل مكانه. وأشار الشاعر إلى أن الساحة الفكرية الفلسطينية بدأت تفقد عناصرها واحد تلو الآخر وكان آخرهم الدجاني وقبل أدوارد سعيد. وأوضح أن الفكر الذي كان يحمله الدجاني يؤكد على ضرورة التوفيق بين القومية والإسلام وإنهاء الصراع بينهما. وأضاف: تنبه الدجاني مبكرا لأهمية إنهاء هذا الصراع وأن ليس في صالح الدين والأمة العربية والإسلامية، ورأى أنه لا يمكن الفصل بين العروبة والإسلام، وتصدى للصراع المرير الذي غذته عناصر خارجية دخيلة. وقال الشاعر إن الدجاني كان ينظر لها الصراع بين دعاة القومية والإسلام على أنه صراع خطير والمستفيد منه هو أعداء الأمتين العربية والإسلامية. وأكد الشاعر أن العداء القائم من الغرب يستهدف العرب والمسلمين، ويستهدف اللغة والتراث والأرض والحجر والشجر، ومن هنا لا بد من عملية التوأمة والتوفيق بين القومية والإسلام لأنهما مستهدفان. ورأى أن المفكر الراحل لم يكن مصفقا لأحد رغم أنه كان عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأنه كان ذو قلم وتجربة وفكر حرص على العمل له. فلسطينالمحتلة – عوض الرجوب