أعلن في العاصمة اللبنانية بيروت الأحد (2-8) عن وفاة القيادي والمناضل الفلسطيني البارز شفيق الحوت عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض؛ حيث دخل في حالةٍ صحيةٍ حرجةٍ منذ يومين، وأدخل مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت إلى أن وافته المنية صباح اليوم في الساعة الثامنة والنصف. وُلِدَ الحوت في يافا بفلسطين المحتلة عام 1932م لأسرة لبنانية الأصل، وعاصر مختلف محطات النضال الوطني، وعُرِفَ عنه مواقفه الوطنية، وأنهى دراسته الثانوية من المدرسة العامرية في يافا عام 1948م؛ حيث أُجبر مع عائلته على الهجرة إلى لبنان، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1948م، وتخرَّج فيها عام 1953م. عمل مدرسًا في مدرسة "المقاصد الإسلامية" حتى العام 56؛ حيث انتقل إلى العمل مدرسًا في الكويت وحتى العام 58، عاد بعد ذلك إلى بيروت تاركًا مهنة التدريس، والتحق بالعمل في الصحافة مديرًا لتحرير مجلة "الحوادث" اللبنانية، وبقي في منصبه هذا إلى العام 1964م. ساهم في تأسيس "جبهة التحرير الفلسطينية" عام 63، كما كان أحد مؤسسي "منظمة التحرير الفلسطينية"، وشارك في مؤتمرها التأسيسي الذي عُقد في مدينة القدس في الثامن والعشرين من مايو عام 1964م. عُين في أول اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً لمكتب المنظمة في لبنان ومديرًا له، حيث ترك العمل الصحفي وتفرغ من يومها للعمل السياسي. اختير عضوًا في اللجنة التنفيذية ل"منظمة التحرير الفلسطينية" بين عامي 66 و68، وعاد مرة أخرى إلى اللجنة التنفيذية في العام 1991م حتى استقال منها في أعقاب اتفاق أوسلو عام 1993م. عاصر كافة مراحل الوجود الفلسطيني في لبنان من العام 1948م وحتى الآن، وكان شاهدًا على الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وأحداثها، كما كان شاهدًا على الغزو الصهيوني للبنان وعلى الخروج الفلسطيني منها عام 1982م. وعُرِفَ عن الحوت مواقفه الصلبة في وجه سلطة أوسلو ورمزها محمود عباس؛ حيث اتهمه غير مرَّة باختطاف "منظمة التحرير الفلسطينية"، كما عُرِفَ عنه تصدِّيه بالانتقادات اللاذعة ل"حكومة" سلام فياض، كما تبنَّى خيار المقاومة ورفض نهج أوسلو وخيار التسوية ومسار المفاوضات العبثية مع الاحتلال. ومن مواقفه اعتباره أن "سقف طموحات صائب عريقات أصبح الاتصال العبثي بمكتب أولمرت، وتحديد موعد للقاء عباس؛ الأمر الذي فشل كثيرًا في تحقيقه، واعتُبر إنجازًا عظيمًا في حال موافقة الصهاينة على استقباله". ويُشيَّع جثمان المناضل الحوت اليوم في بيروت؛ حيث يصلى عليه في مسجد الإمام علي ليوارى الثرى في مقبرة الشهداء في المدينة.