واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية سرقة الآثار الفلسطينية ونقلها إلى المتاحف داخل وخارج الخط الأخضر، وتعتبر مدينة الخليل واحدة من أهم المدن التي شهدت انتهاكات خطيرة للآثار والمقتنيات الأثرية. وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية مؤخرا عن توجه في حكومة الاحتلال لإقامة متحف للآثار المسروقة في إحدى المستوطنات. فقد واصل جيش الاحتلال هدم المباني التاريخية والأثرية في البلدة القديمة من المدينة وفي محيط الحرم الإبراهيمي الشريف بدعوى شق طريق استيطاني يربط الحرم الإبراهيمي بمستوطنة كريات أربع. وقالت لجنة إعمار الخليل إن أنياب الجرافات الإسرائيلية طالت بالهدم عشر غرف على الأقل من مبان عتيقة بالمنطقة لشق طريق استيطانية بعرض ستة أمتار على الأقل وبطول 40 مترا. من جهتها قالت إذاعة الجيش الإسرائيلية إن قوات الاحتلال تنوي إقامة متحف للأثريات الفلسطينية في إحدى المستوطنات الواقعة في الضفة يعرض فيه المكتشفات الأثرية التي اكتشفت أو صودرت خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية منذ عام 1976. وأوضحت الإذاعة أن إقامة المتحف في الضفة يأتي على خلفية منع القانون الدولي بنقل المكتشفات الأثرية من كيان إلى أخر دون اتفاق, وأيضا بعدما رفضت السلطة الفلسطينية خطة نقل المكتشفات إلى داخل الخط الأخضر. ووفق ما بثته الإذاعة فإن المتحف سيقام في مستوطنة ميشور ادوميم, وستعرض فيه آلاف المكتشفات الأثرية, مضيفة أن إسرائيل وجدت في الضفة 55 ألف مكتشف أثري منذ عام 1976, بينها مخطوطات خربة قمران, وعملات قديمة وأدوات مصنوعة من الفخار ووثائق تتعلق ب 1600 تجمع سكاني كانت موجودة في المنطقة, ومكتشفات أثرية تعود إلى حقب زمنية قديمة, رومانية صليبية, كذلك ستكون ضمن المعروضات عشرة مواقع بكاملها ومعابد للديانة السامرية. وحسب الإذاعة فإن الموجودات الأثرية "استولت" عليها إسرائيل خلال إجراء حفريات أثرية أو من خلال مصادرتها من الفلسطينيين,مضيفة أن المسؤول عن هذه المكتشفات هي ما يسمى دائرة الآثار في الإدارة المدنية للضفة الغربية التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلي. وأشارت الإذاعة إلى أن إسرائيل التزمت من خلال الاتفاقات المرحلية مع الفلسطينيين على إعادة المكتشفات بصور تدريجية إلى الفلسطينيين لكن الأمر لم ينفذ. موضحة أن "الفلسطينيين طالبوا دائما بإعادة كافة المكتشفات إليهم, وادعت السلطات الإسرائيلية أن هذا الموضوع سيتم بحثه من خلال مفاوضات الحل الدائم" لكن الإذاعة أكدت أنه "لا نية لدى إسرائيل بإعادة المكتشفات التي ضبطتها لدى الفلسطينيين". وتبحث ما تسمى "النيابة العسكرية" فيما إذا كانت إسرائيل ملزمة بالسماح للمواطنين الفلسطينيين بزيارة المتحف أو منعهم من ذلك, بادعاء أن الأمر معقد كون المتحف سيقام داخل مستوطنة فيما جيش الاحتلال لا يسمح للفلسطينيين بالدخول إلى المستوطنات. ومستعمرة "ميشور ادوميم" أقيمت على أنقاض الخان الأحمر تعني بالعبرية "الساحل الرملي الأحمر" وتقع إلى الشرق من القدسالمحتلة, وتعد منطقة غنية بالآثار, حتى إن ترابها يستخدم في صناعة الفخاريات. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد أصدر توجيهات بإطلاق حملة عالمية لاستعادة الآثار المسلوبة تهدف لحمل إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال على المحافظة على الآثار بموجب اتفاقية لاهاي الثانية لعام 1945, وإعلان اليونسكو 1970, والبرتوكولات الدولية المتعاقبة بشان حماية الآثار وقت الحرب, وحق الشعوب في استعادتها, وإرغامها عن الكشف عن الوثائق المتصلة بها, إضافة لإنشاء متحف وطني فلسطيني, وتثبيت حق الاسترداد وإصلاح الضرر والتعويض عن الانتهاكات الجسيمة وسلب التراث الفلسطيني وانتحاله. الجدار يدمر 80 موقعا وكان خبراء فلسطينيون قد حذروا من أضرار جدار الفصل العنصري بالبيئة والتراث في الأراضي الفلسطينية. موضحين أن الجدار العنصري دمر الجدار أكثر من 80 موقع أثريا حتى الآن, وهو بذلك يشكل كارثة بكل المقاييس, وعدوانا غير مسبوق في التاريخ باعتباره جسما غريبا وضع في بيئة حيوية مختلفة. فلسطين – عوض الرجوب