أعلنت السلطات الأثرية العراقية أن جهودها التي بدأت منذ الأيام الأولى للغزو تكللت باستعادة 14 ألفا وخمسمائة قطعة كانت بحوزة لصوص دوليين وبمساعدة عدة دول مجاورة، وأن جهودا تبذل حاليا لاستعادة الأعداد المتبقية التي تزيد عن عشرين ألف قطعة تعود لحقب وحضارات عراقية مختلفة. ويقول خبير الآثار العراقية محمد منور زاهي إن الخطر ما زال يهدد مواقع حضارات العراق القديم السومرية والبابلية والآشورية التي تنتشر في مساحات وبيئات عراقية مختلفة. ويضيف أن هذه المواقع تزيد أعدادها عن عشرين ألف موقع أثري لا تتوفر لها الحراسة والحماية اللازمة «مما جعلها عرضة لأصحاب النوايا الخبيثة الذين استمروا في النبش داخل هذه المواقع بطرق دُمرت معها نفائس مهمة من تلك الآثار». وأعاد زاهي سرد قصة سرقة الآثار من المتحف الوطني في بغداد والمتاحف الأخرى في المحافظات وكذلك السرقات وعمليات النبش التي تتعرض لها المواقع الآثارية. وقال «ما زلنا نلاحق آثارنا المسروقة التي تعرض في قاعات التحف الثمينة في دول الغرب أو التي تمتنع بعض دول الجوار عن التجاوب معنا في إعادتها إلى الحيازة العراقية باستثناء سوريا والأردن اللتين أعادتا طواعية الآلاف من القطع الأثرية من حيازة اللصوص». ومن جانبه يقول أستاذ التاريخ القديم في الجامعة المستنصرية ببغداد الدكتور حسنين رضا جواد «هناك قطع أثرية مسروقة لا تقدر بثمن وتعد من أقدم ما اخترعته عقلية الإنسان في مجال النحت والإبداع الفني مثل تمثال اللبؤة الجريحة السومري الشهير أو تمثال وجه الفتاة السومرية الذي يرغب بعض الكتاب في إطلاق اسم موناليزا السومرية عليه. كما تم في خضم هذه السرقات نقل مخطوطات يهودية إلى إسرائيل على يد عصابات دولية متخصصة». ووفقا لجواد، فإن القطع الأثرية العراقية المسروقة تعتبر الأقدم والأكثر ندرة في العالم حتى إن بعض الجهات والعصابات الدولية المتخصصة تعتبر أن سرقتها والاحتفاظ بها وإخفاءها قدر الإمكان يدر في المستقبل أرباحا لا حدود لها وهذا سبب كاف لإخفائها عن الأنظار. وأشار إلى أن «معظم دول العالم المتحضر لا تمانع في التعاون معنا لاستعادة هذه الآثار ومطاردة العصابات المتخصصة بسرقتها والتي رافقت قوات الاحتلال عند بدء دخولها إلى العراق للقيام بهذه السرقات المعدة بإتقان مسبق».