أكد المتخصص في علم الإجتماع علي الشعباني، أن وسائل الإعلام حين تلجأ إلى ترويج الشعوذة والفكر الخرافي لا تكون دائما بريئة، وتسهم في تكريس ثقافة الدجل التي قد تحدث بعض الإختلالات على مستوى التوازن القيمي العام في المجتمع. واعتبر الخبير السوسيولوجي أن القيم السائدة في المجتمع تميل إلى التدين السهل الذي لا يلجأ إلى إعمال العقل، وغالبية المهتمين بما ينشر ليست له القدرة على النقاش والتحليل والأخذ والرد، ما يجعل لجوء الاعلام لتضخيم رموز الشعوذة يزيد من تغذية الفكر الخرافي في المجتمع. وأشار الشعباني، إلى أن وسائل الإعلام تنعث عامة على أنها وسائل لتثقيف الفقراء لذلك غالبا ما تلجأ للبساطة والإثارة وما هو غرائزي، معتبرا أنه ليس غريبا أن يلاحظ أن وسائل الإعلام تضخم بعض الأمور، أو تساهم في ترويج بعض القيم التي تسيئ أحيانا إلى الإنسان البسيط الثقافة الذي لا يعرف كيف يحلل أو يناقش أو يرفض ما يسمعه أو يقرأه أو يشاهده. وأضاف الشعباني أن وسائل الإعلام قادرة على ترسيخ بعض الأفكار المسيئة في ذهن الذي لا يملك الأدوات الثقافية اللازمة والقدرة على التحليل والمناقشة والمقارنة ومن بين هذه الأفكار الشعوذة والدجل والأساطير الخرافية التي لا يصدقها العقل وتصدقها عقول البسطاء. وشدد الشعباني حسب يومية التجديد، على أن الضرر موجود إذ تصل للناس معلومات عن طريق الإذاعات الخاصة، والقنوات ، التي انعكست على لغة الناس المتداولة ولهجتهم وعلى الكلمات والمفردات المتداولة، وأسهمت في انتشار ثقافة سوقية وكلمات نابية، موضحا أن كل هذا فيه إساءة إلى الرصيد العام الذي يمكن أن يخدم المواطن. وأشار المتحدث ذاته إلى أن المتلقي يذهب أبعد من ذلك إلى تطبيق أمور قد تؤذي من حوله، وقد يقتنع بأشياء تحدث مشاكل على صعيد المجتمع، وتحدث إضطرابات كثيرة اجتماعيا وعلائقيا وقيميا، وقد تتجاوز الأمر أحيانا إلى تشويه تاريخ البلد وقيمه وسمعته. وعن دور المجتمع المدني في حماية وتأطير المتلقي؛ قال الشعباني إنه بالرغم من دور المجتمع المدني في هذا الاتجاه، فإنه أحيانا يكون متواطئا، موضحا أن جزء كبير من الجمعيات تبحث لنفسها عن الانتشار والدعم، ولا تتوفر على مؤهلات وإمكانات تبوئها لعب دور التحسيس والتوعية والعمل بنزاهة وشفافية. واعتبر أن ضعف الجمعيات من حيث التمويل السليم وعدم توفرها على الأطر المؤهلة يجعلها تبسط بعض القضايا وتقع في التهريج والترويج رغبة للوصول إلى جمهور واسع وكسب تعاطف نسبة عالية من المجتمع. وحمل الشعباني مسؤولية ما يقع من ترويج للشعوذة إلى غياب الأخلاق، قائلا حين تكثر الازمات تضعف القيم، وتغيب القوة الأخلاقية الرادعة التي يمكن أن تقوي القيم وتتقوى بها المجتمعات. وأشار الشعباني إلى تشابك المصالح وتداخلها ما يجعل المسؤولية مشتركة، وأن هناك من يلجأ إلى خلق الإشاعة وتضخيم الدجل، أو خلق مشعوذين بهدف إلهاء الرأي العام، ويسخر الإعلام لذلك، بهدف تحوير اهتمام الناس من قضية تهمهم أو تثير فضولهم سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية والخوض في خوارق أو أساطير،