قال مصطفى الساهل، وزير الداخلية، إن هناك حوالي عشرة إرهابيين فقط ما يزالون في حالة فرار داخل المغرب وحوالي ثلاثين آخرين موجودون بالخارج. وأوضح المسؤول الحكومي، في حوار أجرته معه أخيرا جريدة إيل باييس الإسبانية، أنه تم إصدار مذكرات اعتقال دولية بخصوص المبحوث عنهم خارج المغرب، والذين ثبت تورطهم في اعتداءات 16 ماي الإرهابية، لافتا النظر، في هذا الصدد، إلى أنه >باستثناء هؤلاء، فمن المستحيل في أي بلد كان، تقييم عدد الإرهابيين المحتملين<. وكان الساهل يتحدث للصحيفة الإسبانية عن الأشخاص الذين تم إيقافهم ومحاكمتهم في المغرب في إطار قضايا مرتبطة بالإرهاب، مميزا في هؤلاء بين من تم توقيفهم في إطار التحقيق في اعتداءات الدارالبيضاء، والذين كان قد تم اعتقالهم قبل هذه الاعتداءات في إطار تفكيك ما يعرف بالخلية النائمة للقاعدة، ثم المجموعة الأخيرة المتعلقة بالموقوفين في إطار قانون مكافحة الإرهاب، الذي دخل حيز التنفيذ بداية من العام الماضي. وانتقد الساهل مصالح الأمن المغربية ومعها وزارة الداخلية سابقا قبل عام 1999 في تدبيرها لملف ما أسماه المسؤول الحكومي بمجموعات صغيرة متطرفة نقلت من أفغانستان تيارا دينيا متطرفا، على حد قول المسؤول، إذ وصف هذا التدبير بالمتساهل، سمح بنمو هذه المجموعات. وصرح الساهل، في السياق ذاته، أن ما يعرف بالسلفية الجهادية ظهرت بالمغرب >مع عودة بعض المغاربة الذين حاربوا بأفغانستان في سنوات الثمانينيات، وقاموا بجلب تيار ديني متطرف معهم يريد فرض إسلام متشدد ورجعي، ذلك بتأويل التعاليم الدينية بشكل غير صحيح<. وبخصوص علاقة ما حدث من اعتداءات إرهابية بالدارالبيضاء والاعتداءات الشبيهة لها بمدريد، أكد الساهل أنه >بالنظر إلى المعلومات الأولية المتوفرة حاليا، لا يبدو أن هناك رابطاً بين الاعتداءين<، مستدركا بالقول إنه >يجب انتظار نتائج التحقيقات الإسبانية<. وشرح وزير الداخلية، من جهة أخرى، أن >التنظيمات الإرهابية دأبت على استقطاب نشطائها من بين أفراد الجالية المسلمة الأكثر وجوداً في البلد المستهدف<، وذلك في معرض رده عن اتهام بعض المغاربة في إسبانيا بتورط في اعتداءات مدريد، مستشهدا، في هذا الصدد، بتورط رعايا ذوي أصول جزائرية في أحداث فرنسا في التسعينيات، ورعايا ذوي أصول سعودية في هجمات الحادي عشر من شتنبر بالولايات المتحدةالأمريكية، قبل أن يتساءل الوزير: >هل يجوز والحال هذا اتهام الجزائر أو المملكة العربية السعودية بتصدير الإرهاب؟<، مجيبا أن >بعض هذه التحليلات تتوخى الإثارة فقط<. يونس البضيوي