خصصت جريدة الاتحاد الاشتراكي يوم الاثنين عمودها اليومي "من يوم لآخر" للحديث عن "الجهود الجبارة" للنائب البرلماني الأستاذ نور الدين قربال، لامزة إياه بأنه قام >تحت ضوء مصباحه< يوزع بيانا على سكان المحمدية. ولا تخصص الصحيفة المذكورة عمودها اليومي عادة إلا لموضوع بلغ ل"قوته" بؤرة الاهتمام ودرجة "عالية" من "الحساسية". فقد اعتبرت الخطوة البسيطة التي قام بها النائب البرلماني نور الدين قربال "منا" يمن به على سكان المحمدية بأنه فعل وفعل، هذا إن فعل بالفعل". ويصل أثر ما في الصدور ذروته بالاستشهاد بآية من سورة آل عمران (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم). لن نتسرع ونقول إن ما قامت به الصحيفة وحزبها يعتبر"استخفافا" واضحا بعقول القراء ونترك القراء يحكمون على درجة هذا "النفاق السياسي" الذي يتقنه البعض. 1 العمود يؤاخد على النائب "آفة" المن وينصحه ويخوفه من عاقبة ذلك "العذاب الأليم" لمجرد إصدار بيان من ثمانية أسطر باتصال مع وزير لدقائق معدودات وإخبار السكان بوعد الوزير! في نفس الصفحة الأولى وبالعنوان العريض وفي الموضوع الرئيس نقرأ "في بادرة تضامنية، الفريق الاشتراكي يتفقد المناطق المنكوبة ويتضامن مع الضحايا" مع صورة ملونة لأعضاء الفريق يبتسمون "للكاميرا"!! وفي الصفحة الداخلية عنوان آخر مثير "في بادرة تضامنية غير مسبوقة": الفريق الاشتراكي يتفقد ميدانيا المناطق المنكوبة ويتضامن مع الضحايا..". ثم تذكير القراء بأن هناك روبورتاج عن الزيارات "الاتحادية" "المباركة" سينشر في عدد لاحق!! 2 الاتصال "المزدوج" لنائب العدالة والتنمية أثار حفيظة الاتحاد الاشتراكي فبعد اتصاله بالوزير الأول اتصل بالسكان منفردا وربما أن "السرعة" في التفاعل و"التحرك" قد زادت من حدة رد الفعل. 3 الاتحاد الاشتراكي كان من الحكومة وكان مسيطرا على المجلس البلدي بالمحمدية ورغم ذلك لم يقم بالاصلاحات المطلوبة بل إن حجم الخسائر المرتفعة تتحمل مسؤوليتها الحكومة والمجالس السابقة. المتتبع يلاحظ في سلوك الاتحاد الاشتراكي هذا شيئين اثنين هما اللذان يفسران "رد الفعل هذا" 1 تحرك النائب البرلماني منفردا كان سريعا ومؤثرا وجالبا للمصلحة حيث بشر الناس منذ يوم الثلاثاء بما أعلن عنه الوزير يوم الخميس الموالي وهذا "سبق" وتسارع إلى الخيرات دال على أنه يحمل هم دائرته في كل لحظة. 2 يريدون ل"ذكائهم" أن يوهموا القارئ بأن ما قام به النائب منفردا وبسرعة "حرام" وأن ما يقومون به كفريق متأخرين "حلال" وإذا لم يكن هذا "نفاقا" من أناس "مردوا على النفاق" فماذا نسميه. إسماعيل العلوي