انعقد بالمكتبة الوطنية الثلاثاء 14 أبريل 2015، ندوة لتقديم الأعمال الكاملة للمفكر المغربي عبد السلام بنعبد العالي وذلك في ندوة تابعها عدد مهم من الباحثين والطلبة. وقال عبد الفتاح كيليطو في الندوة التي حملت عنوان "الفلسفة واليومي" إن بنعبد العالي جاء بنغمة جديدة في الفكر العربي لا يخطؤها قراؤه، معتبرا أن المحتفى به وهو يفضل الاشتغال بموضوع اليومي كان يقوم برصد البلاهة في شتى مظاهرها والعمل على مقاومتها، وأشار كيليطو إلى كون صاحب كتاب "ضد الراهن" ينتهج الكتابة ضد ما يبدو لأول وهلة وضد بادئ الرأي والتصدي للشائعة حيث يبدأ غالبا بما يدور في الاذهان حتى يشعر القارئ بالاطمينان ثم يأتيه بما يخالف الامور ويجعله يعيد النظر في تصوراته. أما الباحث كمال التومي فقد اعتبر أن فعل الكتابة لدى عبد السلام تفكير في الكتابة بنظرة فيلسوف يلقي نظره على الاشياء والاحداث بنظرة ناقد لا ادانة فيه ولا اتهام. وأضاف المتحدث أن صاحب كتاب " أشياء سبق الحديث عنها" يؤدي مهمة المفكر الذي يحتاجه الحاضر اليوم بلا دغماية، عبر جعل المعاني تصير لطائف حول ما يقوله الانسان وما يحسه وما يشاهده. أما أستاذ الفلسفة بالرباط محمد الهاشمي، فقد توقف عند مورفولوجية الكتابة لدى بنعبد العالي عبر الوقوف على دلالات الحجم في كتاباته التي جعلها دوما "في المتناول" وهو نزوع اعتبره المتدخل من أجل نزوع اقراء قرائه وإكرامهم من خلال حجمها وأشكالها الصغيرة التي تغري بالصحبة. كما نوه الهاشمي بأن كتبه أبعد ما تكون عن الكتب الاستيعابية حيث يمكن دعوتها بالكتب المركزة وهو الأمر الذي يشكل استثناء رياديا في المكتبة العربية