أعلنت جمعية حقوق الإنسان النيجيرية أن ثلاثة أيام من العنف في مدينة كادونا شمال البلاد أدت إلى سقوط أكثر من 200 قتيل وإحراق 15 كنيسة وثمانية مساجد. ولا تزال التوترات الدينية متزايدة في المدينة التي تقطنها أغلبية مسلمة حيث وقعت الاحتجاجت رغم قرار نقل مسابقة ملكة الجمال من العاصمة النيجيرية أبوجا إلى لندن. وقالت منظمة الصليب الأحمر النيجيرية إن أكثر من 4500 شخص اضطروا إلى ترك منازلهم في كادونا هربا من عمليات القتل العشوائي. وأوضح متحدث باسم الصليب الأحمر أن جثثا محترقة لا تزال منتشرة بجوار المنازل المحترقة والسيارات المقلوبة والمتاجر المنهوبة. من جهة أخرى غادرت المتسابقات على لقب "ملكة جمال العالم "نيجيريا في ساعة مبكرة من صباح أول أمس بعد ما أعلن منظمو المسابقة نقلها إلى لندن إثر الاحتجاجات المناهضة للمسابقة. وصعدت "المتسابقات "التسعون إلى طائرة مستأجرة متوجهة إلى لندن حيث من المقرر أن تقام المسابقة في موعدها المقرر في السابع من دجنبرالمقبل. وكانت الاحتجاجات قد بدأت الأربعاء الماضي بسبب مقال في صحيفة محلية أثار مشاعر المسلمين لأنه أساء إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام في سياق الحديث عن المسابقة. وأدت الاضطرابات إلى سلسلة من الاشتباكات في مناطق مختلفة من المدينة المترامية الأطراف مع امتداد القتال من المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة إلى مناطق يهيمن عليها المسيحيون. ورغم اعتذار صحيفة ذيس داي النيجيرية عن نشرها هذا المقال يوم 16 نونبر، فقد اعتقل سيمون كولاولي رئيس تحرير عدد السبت من الصحيفة. وقالت الشرطة في أبوجا إنها اعتقلت 58 شخصا الجمعة، إثر أعمال الشغب التي وقعت بعد صلاة الجمعة في المسجد الرئيسي بالمدينة القريب من الفندق الذي كانت تقيم فيه ملكات الجمال. وكان الرئيس المشارك للجنة الوساطة الدينية في مدينة كادونا النيجيرية جيمس موفيل ووي قد حذر من أن الاحتجاجات التي اندلعت في هذه المدينة وسرت إلى مناطق أخرى قد تنسف الانتخابات المقرر إجراؤها في نيجيريا العام المقبل. وقال ووي إن إعادة الهدوء إلى كادونا سيكون اختبارا رئيسيا للحكومة، واعتبر أن كادونا هي نيجيريا مصغرة حيث تتجمع مصالح كثيرة، وأضاف أنه إذا استطاعت السلطات الحفاظ على وحدة كادونا فهذا يعني أنها ستستطيع الحفاظ على وحدة نيجيريا. وأدان الرئيس المشارك للجنة الوساطة بين المسلمين والمسيحيين في كادونا إمام نوريان محمد الفتنة التي تسببت بها صحيفة "اليوم" بنشرها مقالا أساء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في سياق الحديث عن مسابقة لملكات جمال العالم الذي جاء فيه، لو أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "لو حضر هذا الحفل لاختار إحدى المتسابقات زوجة له". وقال إمام نوريان إنه أيد الهجوم على مقر الصحيفة ولكنه أيضا اعتبر أن هذا الحدث أقام جدارا كبيرا بين المسيحيين والمسلمين "وسيهدد الانتخابات المقبلة" إذا لم تعمل الحكومة بجد لاحتواء آثاره المدمرة. وجدير ذكره أنه بسبب الاحتجاجات المناهضة لمسابقات النخاسة الجديدة في مدينة كادونا شمالي نيجيريا يوم السبت الماضي أجبرت منظمي مسابقة "ملكة جمال العالم" لهذا العام على نقل المسابقة من نيجيريا إلى لندن، وبذلك أعلن منظمو حفل اختيار" ملكة جمال العالم" أن المسابقة التي كان من المقرر أن تجرى في أبوجا في السابع من الشهر المقبل قد ألغيت ونقلت إلى لندن في الموعد نفسه. وقالوا إن القرار اتخذ بعد دراسة متأنية لكل القضايا المتصلة بالأمر ومن أجل المصلحة العامة لنيجيريا والمتسابقات المشاركات في مسابقة هذا العام. ويعتبر إلغاء تنظيم المسابقة صفعة للرئيس أولوسيغون أوباسانجو الذي كان أعلن دعمه العلني للمسابقة قبل ساعات من إلغائها كما كانت زوجته إحدى أكثر المتحمسات لإجرائها. عبد الغني بوضرة+ وكالات