أكد مسؤولون نيجيريون سقوط أكثر من مائة قتيل الأحد في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين وسط البلاد، في واحدة من أعنف الاشتباكات الطائفية التي هزت البلاد مؤخراً. وقال شوجي كيانغ، مستشار الشؤون الدينية في مقاطعة بلاتو، إن المواجهات وقعت بمدينة دوغو ناهووا التي تقطنها غالبية مسيحية، وأدت لمصرع 107 أشخاص، وذكر غريغوري ينلونغ، الناطق باسم الحكومة ، أن معظم القتلى من المسيحيين، وقد سقطوا على يد مسلمين من أثنية هوسا فولاني. وبحسب شهود عيان، فقد شن المهاجمون عمليتهم في ساعات الفجر، وقاموا بإضرام النار في المنازل، ومارسوا القتل بالأدوات الحادة لأكثر من ساعتين ، وفر المئات من المدينة خلال ذلك الوقت، إذ أشار الصليب الأحمر إلى أنه قدم ملاجئ ل600 لمئات العائلات في مناطق مجاورة. ولم تتمكن الشرطة حتى الساعة من توقيف أي شخص على خلفية القضية. يشار إلى أن نيجيريا هي الدولة الأكثر سكاناً في أفريقيا، ويعيش المسلمون في المناطق الشمالية، بينما يقطن المسيحيون مناطق الجنوب، وغالباً ما تقع صدامات على خلفية دينية، تزداد تعقيداً مع تداخل العوامل الأثنية والقبلية. وكانت البلاد قد شهدت مطلع العام الجاري أحداث عنف دامية، راح ضحيتها 150 مسلماً على الأقل أحرق بعضهم أحياء في وسط البلاد. ونقلت "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان عن شهود عيان إن مجموعة مسلحة، يعتقد أن أفرادها من المسيحيين، استهدفت بلدة "كورو كرامة" ما أسفر عن مقتل الكثيرين بينما كانوا يلوذون بالفرار وحرق البعض وهم على قيد الحياة." وفي يوليو/تموز الماضي، اندلعت مواجهات عنيفة راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل، بمعارك بين بين قوات الأمن وتنظيم متشدد في شمالي البلاد، قيل إنه يعتنق أفكاراً ومعتقدات تشبه تلك التي تتبناها حركة "طالبان" الأفغانية. وفي مدينة جوس القريبة من دوغو ناهووا، وقعت معارك طائفية على خلفية انتخابات محلية عام 2008، قتل خلالها عدة مئات من الأشخاص، وأبلغ المسؤولون المسلمون آنذاك عن تسلمهم أكثر من 340 جثة في المسجد الرئيسي بالمدينة.