نجح نشطاء إنترنت مصريون في وقف إعلان تلفزيوني مثير للجدل بعدما شنوا حملة رسائل بريدية لمسئولي الشركة صاحبة المنتج المعلن عنه، يهددونهم فيها بمقاطعة جميع منتجاتها إذا لم يتم وقف الإعلان. فقد فوجئ مشاهدو التلفزيون المصري في رمضان الحالي بكم كبير من الإعلانات المستفزة التي تروج لسلع غذائية ومشروبات بصورة تخدش الحياء حيث يظهر بهذه الإعلانات فتيات شقراوات يرتدين ملابس خليعة وتصدر عنهن إيماءات وإيحاءات جنسية فاضحة بالشفاه والحركات؛ مما أثار حملة انتقادات في الصحف حتى وصفها البعض بأنها "انفجار إعلاني جنسي". وكان أكثر هذه الإعلانات استفزازا إعلان لنوع من العصائر يطلق عليه اسم "إيزي موزو" يتكرر عقب الإفطار مباشرة حوالي ست مرات تظهر فيه ثلاث فتيات يتراقصن وينطقن باسم المُنتج بشكل خليع، والكاميرا تركز على شفاههن في لقطة كبرى، وواحدة منهن تأتي بحركات غير لائقة، وإعلان آخر لنفس الشركة عن منتج آخر يتضمن كذلك فتيات وفتية ينظرون للكاميرا بشكل مثير وينطقون اسم المنتج "ياهوو" بشكل أكثر إثارة. وقد دفع هذا بعض نشطاء الإنترنت لمراسلة أصحاب هذه الشركات وتوجيه النصح لهم بوقف هذه الإعلانات التي تخدش حياء الأسرة، مع التهديد بمقاطعة منتجات هذه الشركات ووضعها في قائمة واحدة مع الشركات الإسرائيلية والأمريكية. وجاءت النتيجة الأولى للحملة إيجابية، حيث قرر رئيس شركة "فرج الله" للعصائر المسئولة عن إعلان إيزي موزو وقف الإعلان فورا والاعتذار لنشطاء الإنترنت الذين راسلوه على بريده الإلكتروني أو تحدثوا معه هاتفيا، والتأكيد على أن شركته مصرية 100% وتحترم مشاعر المشاهدين؛ ما دفع نشطاء الإنترنت للاستمرار في حملتهم على منتجات شركات أخرى وعلى مطربين ينتجون شرائط فيديو كليب خليعة تتضمن حشدًا من الفتيات شبه العاريات يرقصن بأشكال مثيرة. وكانت الحملة قد بدأت بواسطة إحدى ناشطات الإنترنت، حيث أرسلت "إيمان بدوي" رسالة – وزعتها المجموعة البريدية النشطة (arabian2000)- إلى محمد فرج عامر رئيس شركة فرج الله المصرية لإنتاج العصائر ومصنعات اللحوم على بريده الإلكتروني تقول له فيها: "أنا أعرف أن رجال الأعمال مشغولون دائما ولكن لا يشغلك عملك عن الله وتحري الحلال والحرام في عملك؛ فكلنا عابر سبيل في هذه الحياة فلا تجعل متاعك الذي تحمله معك للآخرة يقربك من النار. سيدي العزيز لقد رأينا الإعلانات التي تظهر في التليفزيون وهي تسيء إليكم أيما إساءة ولا عذر لك أنك غير مسؤول عنها فإنها تحمل اسمك ومنتجاتك...". وتضيف: "فيا أستاذي، إن هذا الإعلان يصلح لأن يكون إعلانا عن فيلم للجنس وليس إعلانا عن مشروب، ما هذه الخلاعة والابتذال؟ هل تظن أن هذا سيجعل الناس يشترونه؟ أعوذ بالله من الربح الذي سيأتي إليك من ورائه. لقد منعت أبنائي من شرائه ونفكر بالامتناع عن شراء أي منتج لكم حتى تراعوا الله في أنفسكم وفينا... فهل يصح أن نضع المنتجات المصرية لمثلكم في قوائم البدائل للمنتجات الأمريكية ثم تفعلون أنتم ذلك؟ ثم ما هذا الاسم إيزي موزو؟ لماذا لا تحسنون اختيار الأسماء؟. سيدي: إن اسمك يحتوي على كبيرين، فبه لفظ الجلالة الله، ثم محمد، فأرجو أن يكون اسمك ومنتجاتك وسمعتك جديرين بهذا الاسم. وأنتهز هذه الفرصة لأعترض أيضا على الإعلانات الأخرى لعصير "ياهوو". لماذا الإصرار على استخدام النساء في إعلاناتكم؟ ألا يمكن استخدام الأطفال أو الرسوم المتحركة؟". وتختم صاحبة الرسالة بالقول: "أحب أن أخبرك أنى أقاطع السلع الأمريكية وقد أضفت لقائمة المقاطعة كل سلعكم حتى تنتهي هذه المسخرة المسماة بإعلانات إيزي موزو وياهوو، وأنه تم إرسال نسخة من هذه الرسالة لجميع الأصدقاء والمنتديات لكي يشاركني الجميع في هذه الرسالة، فأرجو من جميع الإخوة إرسال هذه الرسالة لكل من يعرفون، وإلى السيد محمد فرج الله عامر هداه الله ولكم جزيل الشكر". وقد تلقت شركة فرج الله كماً كبيراً من الرسائل الاحتجاجية على هذا الإعلان، منها احتجاجات لتجار يعلنون فيها أنهم سيقاطعون بيع هذا المنتج بسبب هذا الإعلان؛ ما دعا رئيس الشركة للرد على نشطاء الإنترنت -عبر مديرة مكتبه- حيث أرسل رسالة إلى الناشطة التي أثارت الأمر من البداية يقول فيها: "تلقيت ببالغ الاهتمام رسالتكم بخصوص الإعلانات الخاصة بنا، ونحيط سيادتكم علما أنه قد تم اتخاذ اللازم". وأعقب هذا اتصال تليفوني معها من المهندس محمد فرج عامر الذي أبدى أسفه؛ لأنه لم يشاهد الإعلان إلا قريبا -كما تقول الناشطة إيمان بدوي- وكان له فعلا ملاحظات عليه وتم وقف الإعلان. حملة شرسة وقد عادت هذه الناشطة -عبر المجموعة البريدية "arabian2000"- بعد تحقيق هذا النصر لدعوة زملائها عبر الشبكة أيضا لبدء ما وصفته ب "حملة شرسة على نوعيات الإعلانات والأغاني المسفّة"، منها "حرب" –وفق تعبيرها- على إعلانات مشروب "فيروز" الذي لا يقل خلاعة عن إعلان إيزي موزو، بل يزيد عليه، داعية لإرسال رسائل لهذه الشركات، "محذرين بمقاطعة منتجاتهم حتى يعودوا لرشدهم"، وقالت بأنها اتصلت بهم بالفعل ووعدوا بتوصيل الأمر للمسئولين. ومعروف أن الإعلان عن مشروب فيروز (شعير بطعم الفواكه) كان بدوره محل نقد في الصحف المصرية بسبب اعتماده على عنصر الفتيات اللائي يتحدثن بإثارة عن المنتج ويستخدمن عبارات غير لائقة. الفيديو كليب من ناحية أخري بدأ النشطاء حملة على المطربين وأغاني الفيديو كليب التي أصبحت تُعرض في التلفزيون بغزارة، وبنمط واحد عبارة عن مجموعة فتيات يلبسن ملابس ساخنة ويرقصن بشكل خليع وراء المطرب، وبدؤوا في توزيع البريد الإلكتروني لبعض هؤلاء المطربين، مثل راغب علامة، على بقية زملائهم لمراسلته ونصحه "بالتي هي أحسن"، وفق تعبيرهم تحت شعار الحديث الشريف: "من رأى منكم منكرا فليغيره...". وجاء في الرسالة الخاصة بهذه الدعوة عبر الإنترنت: "فلنبدأ الكلام بصوت عال ولنعترض ولنقل رأينا بشجاعة ولا نتوقف، ابحث عن عنوانهم وحدثهم وقل رأيك ولا تسكت.. فكفانا سكوتا، فكلما سكتنا تمادوا هم في ضلالهم وإضلال أبنائنا". يذكر أن حسن حامد رئيس التلفزيون المصري أصدر قرارا في الأول من رمضان بمنع عرض أغاني الفيديو كليب في رمضان بالتلفزيون المصري احتراما لقدسية الشهر الكريم بسبب ما تتضمنه هذه العروض من مشاهد مثيرة لفتيات راقصات. المصدر: إسلام أون لاين.نت