لم تستبعد جبهة القوى الديموقراطية أن يكون سبب عدم إشراكها ضمن حكومة إدريس جطو راجعا إلى "رفض الأخير منح الحقيبة الوحيدة المقترحة على الجبهة للكاتب العام للحزب التهامي الخياري". وصرح في هذا الشأن محمد أحجام، رئيس المجموعة النيابية للجبهة أول أمس (الخميس) ل"التجديد" أنه "من الممكن أن يكون هذا السيناريو هو الأقرب للحقيقة، لكنه يبقى غير واضح، لأن الإشكالية، يضيف أحجام، تكمن في أن حقيقة المشاورات الحكومية مع الجبهة لا يعلمها إلا جطو والتهامي ولا أحد غيرهما". وكانت مصادر مهتمة رجحت أن يكون إدريس جطو اقترح في إطار مشاوراته الحكومية مع جبهة القوى الديموقراطية على التهامي الخياري حقيبة واحدة على أن يتحمل مسؤوليتها غيره داخل الجبهة، الأمر الذي رفضه الكاتب العام للحزب وطلب بالمقابل أكثر من حقيبة تسند إحداها له شخصيا"، طبقا للمصادر ذاتها. وتعرف الجبهة هذه الأيام جدلا واسعا حول الطريقة التي تمت بها المفاوضات الحكومية مع إدريس جطو، وقال أحجام في سياق تأكيده للأمر إن "الخياري تعامل في مفاوضاته الحكومية مع جطو انطلاقا من موقف شخصي دون إشراك باقي أعضاء الجبهة معه"، وأضاف "كان هناك في البداية اقتناع داخل الحزب على طريقة إدارة التفاوض شخصيا من طرف الكاتب العام للجبهة، لكن في نهاية المطاف لم نرض بما آلت إليه المشاورات دون أن ندري ما وقع بين التهامي وجطو". وأشار رئيس المجموعة النيابية إلى أن الجبهة كانت إلى حدود الأربعة والعشرين ساعة قبل تحديد أعضاء حكومة إدريس جطو ضمن التشكيلة الحكومية، لكن بعدها لم تصبح داخلها ولا ندري الحقيقة بالضبط"، مضيفا في الصدد ذاته أن هناك "سيناريوهات أخرى وراء عدم مشاركة الجبهة في الحكومة وتخص مسألة عدد الحقائب المقترحة على الحزب وكذا لائحة الأسماء المرشحة للاستوزار وغيرها مما ستكشف عن حقيقته الأيام مستقبلا". وكان المكتب التنفيذي للجبهة عقد أخيرا اجتماعا بالرباط، حيث "عاتب فيه أعضاء المكتب الوطني الكاتب العام للحزب، حسبما أدلى به أحجام الذي أشار إلى أن هذه "المعاتبة ضرورية للتعبير عن رفض الجبهة للطريقة التي اتبعها التهامي الخياري في مشاوراته الحكومية. وتحاشى رئيس المجموعة النيابية للجبهة الحديث عن إمكانية حدوث انشقاق مستقبلي داخل الجبهة يأتي على خلفية الجدل القائم حاليا مع الكاتب العام للحزب، لكنه ألمح في الوقت نفسه إلى ذلك بالقول إن "مشكل الانشقاق الحزبي يعود دائما إلى انتفاء الديموقراطية داخل الأحزاب وتجاهل القياديين للقاعدة". من جانبه، نفى التهامي الخياري، الكاتب العام للجبهة، في تصريح ل"التجديد" ب "شكل قاطع أن تكون هناك معاتبة من طرف أعضاء المكتب الوطني له بخصوص طريقة إدارته للمفاوضات الحكومية"، وحصر المسألة في "نقاش داخلي" تعرفه الجبهة حول الوضع السياسي الجديد "دون أن يكون هناك أمر خارق للعادة"، مؤكدا أن "ما تكتبه الصحافة عنه مجرد كذب وكلام فارغ". وأشار الخياري إلى أن "المفاوضات مع إدريس جطو تمت عموما مع المسؤولين عن الأحزاب ولم يقتصر الأمر على الجبهة فقط"، نافيا في هذا الإطار أن يكون "أدار هذه المفاوضات بشكل شخصي لأنه لم يكن هناك اتفاق داخل الجبهة على ذلك". وتركزت المفاوضات أو "المساومات" كما وصفها التهامي الخياري مع إدريس جطو على "عدد الحقائب المقترحة على الحزب، وقال بهذا الشأن الكاتب العام للجبهة إن "جطو اقترح علي حقيبة واحدة وكنت أقترح من جهتي أكثر من ذلك"، مؤكدا أنه "لا يعلم بتاتا سبب عدم إشراك الجبهة في الحكومة"، لكنه استدرك بالقول إن "الأمر طبيعي أن لا يختار جطو حزبا للمشاركة في التشكيلة الحكومية فوحده يملك الحق لاختيار من يشاء". يونس