استضاف مصطفى العلوي في برنامجه الشهري “حوار” التهامي الخياري الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية ليلة الثلاثاء الماضي، تناول مجموعة من المواضيع الخاصة بالمشهد السياسي المغربي وبعض القضايا الوطنية والحزبية، استأثر فيها موضوع الصحراء المغربية و الزيارة يرة التي قام بها حزب جبهة القوى الديمقراطية إلى القطر الموريتاني بحصة الأسد من وقت البرنامج. وقد استهل هذا الحوار الذي نشطه إلى جانب مصطفى العلوي الصحفيان جمال بورفيسي وخالد حركات و منار السليمي بتسجيل التهامي الخياري احتجاج الحزب على الإقصاء شبه المتعمد من الإعلام التلفزيوني، معتبرا انه ليس صدفة أن يكون آخر ظهور بالقناة الثانية يعود إلى أواخر 2006، وآخر ظهور على الأولى يعود إلى يناير 2007، فلابد من أن تكون يد ما، لها مصلحة في إبعاد حزب جبهة القوى الديمقراطية عن المشهد التلفزيوني، وهذا الأحد، أوضح التهامي الخياري انه ليس وزارة الإعلام، وإنما هو آخر من خارج الوزارة يسعى إلى إسكات صوت الحزب، ولكن الحزب بمناضليه وبقنواته التواصلية الخاصة يحافظ على علاقاتاته القوية مع الجماهير المغربية بكل ربوع البلاد، فالجبهة، يقول، لها رصيد نضالي له قيمته التاريخية التي لا يمكن حجبها حتى ولو استبعد من برامج التلفزيون الوطني لمدة ثلاث سنوات. كما لم يفته في بداية مواد البرنامج الإعراب عن تضامن الحزب مع ضحايا الفيضانات يرة التي ضربت العديد من مناطق المملكة. وحول موضوع الصحراء المغربية والتفاعلات الأخيرة التي يشهدها الملف في ظل التحركات الأممية من اجل حلحلته في اتجاه إيجاد صيغة ما لفض الخلاف بشكل نهائي بين أطراف النزاع ، أكد التهامي الخياري أن هذا الموضوع كان حوله نقاش واسع وعميق باللجنة المركزية للحزب التي انتهت إلى أن المغرب حقق تقدما كبيرا في فكرة الحكم الذاتي، وما حظيت به من تأييد واسع بالمنتظم الدولي ما هو إلا تتويج لهذا الجهد، مضيفا أن زيارة كريستوفر روس الأخيرة التي تزامنت مع دعوة نواب امركيين لوزيرة الخارجية الامركية بتأييد المقترح المغربي هي دفعة جديدة للخيار المغربي، مشددا في هذا الباب على وجوب أن تكون للمغرب سياسة واضحة، تأخذ بعين الاعتبار ما تم القيام به من مجهودات كبيرة في الصحراء كان من نتائجه أن ظهر اليوم جيل جديد من الأعيان ومن النخب المثقفة في صفوف الشباب المستعد أن يعطي الشيء الكثير للقضية الوطنية، على الدولة يقول الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية أن تمنحهم الفرصة ليقوموا بذلك، وهي إشارة تتوافق مع التصور العام في إعادة صياغة المؤسسات التي تنتج التضامن والمساهمات السياسية والاجتماعية على أسس يراعى فيها عنصر التشبيب والبحث عن الكفاءات والأطر القادرة على مجاراة الحراك الراهن، أيضا دعا إلى ضرورة أن يقف المغرب لحظة من اجل التأمل في سياسته المتبعة مع أعداء وحدتنا الترابية، وهل هي ناجعة فيما يخص المردود السياسي للقضية الوطنية أم لا، مضيفا أن الاشتغال يجب أن ينطلق من هذه الأرضية التأملية في اتجاه نسج خيوط جديدة داخل نفس الشبكة العلائقية، ومنها اسبانيا التي أضحت الكثير من مكوناتها السياسية والمجتمعية تستغل القضية المغربية في صراعاتها السياسية بالداخل، على المغرب أن يجد حلا يفك فيه هذا التلاحم الذي أصبحت عليه قضية الصحراء بالقضايا الداخلية باسبانيا، إلى جانب هذا على المغرب أن يتحرك بالجوار الجنوبي، ويقصد القطر الموريتاني الذي قام حزب جبهة القوى الديمقراطية بزيارة له مؤخرا دامت ثلاثة أيام، قال الكاتب الوطني أنها شملت مجموعة من الأحزاب المهمة داخل المشهد السياسي الموريتاني، وستكون أخرى مثلها في القريب إلى جزر الخالدات، ودائما يقول الكاتب الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية في إطار الدبلوماسية الحزبية خدمة للقضية الوطنية و توسيع دائرة علاقات الحزب بمكونات حزبية من أقطار أخرى. وعن سؤال يتعلق بما قامت به الأحزاب لصالح القضية الوطنية، أشار التهامي الخياري أن حزب جبهة القوى الديمقراطية سبق أن قام بعمل دبلوماسي موازي بالولايات المتحدةالأمريكية، كان ذلك يقول التهامي الخياري على نفقة الحزب، مثلما كانت الزيارة الأخيرة إلى موريتانيا، موضحا أن الحزب لا يتوانى عن القيام بزيارات بين الفينة ورى كلما سمحت ظروفه، وان كان ذلك، يضيف، يتم على حساب أنشطة داخلية يمكن أن يقوم بها. وعن العلاقة بين المغرب وموريتانيا كدولتين وصفها التهامي الخياري بالجيدة، بخلاف العلاقات البينية على مستوى الأحزاب، يقول الكاتب الوطني للجبهة أنها ليست على أحسن ما يرام، لذا يدعو كافة الأحزاب المغربية إلى تقوية لبنات التعارف مع مكونات المشهد السياسي في موريتانيا، لأن هذه يرة تعتبر بالنسبة للمغرب قاعدة خلفية يمكن أن يبني انطلاقا منها الكثير من القرارات المتصلة في جزء كبير منها بالسياسة الأمنية، إضافة إلي أن هذه الأحزاب الموريتانية، يضيف التهامي الخياري يمكن أن تلعب أدوارا هامة تفيد المغرب في الدفاع عن قضيتنا الوطنية. وبخصوص الصيغة التي تم التعامل بها مع بعض انفصاليي الداخل، أشار التهامي الخياري أن مجال السياسة لا يخلو التقدير فيه من الوقوع في الخطأ أحيانا، وهي إشارة إلى ملف أميناتو حيدر التي بدأ التعامل مع قضيتها بالتشدد الذي انتهى إلى الموقف المعروف، مقترحا في هذا المنحى أن يختار المغرب طريقا ثالثا في التعامل مع هذه العينة من الانفصاليين، تكون سمتها الغالبة هي البراكماتية. كما عبر الكاتب الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية عن عدم اتفاقه مع الذين يدعون إلى تطبيق الحكم الذاتي بالصحراء من جانب واحد، مشيرا أن هذا من شأنه أن يجلب على المغرب الكثير من المضار، وأن نظام الجهوية المزمع تعميمه على التراب الوطني قد يغني عن هذا الحل، أما الحكم الذاتي من جانب واحد، فلا انصح بتطبيقه، يقول التهامي الخياري إذا لم ينل التوافق حوله تحت مظلة الأممالمتحدة، كما لم يفته وهو يتحدث عن هذا المشكل الذي يعتبر أقدم نزاع ورث عن حقبة الحرب الباردة أن يشير ضمنيا إلى أن الجزائر مفتوحة على مجموعة من الاحتمالات في ظل رحى التطاحنات والصراعات الداخلية حول السلطة، قد تفرز وضعا غير الوضع الحالي، مشددا على أن عهد السبعينات انتهى، وان من فكر في حمل السلاح انطلاقا من ارض معينة، فانه لن يضرب ويعود إليها سالما، وهي إشارة قوية من التهامي الخياري إلى أن المغرب مستعد للضرب بقوة على كل من تسول له نفسه إيذاءه أو تعبيد الطريق إلى إيذائه. وعن سؤال يتعلق بمسؤولية الأحزاب السياسية في راهن المشهد السياسي أشار ضمنيا أن للتلفزيون هو ر نصيبه في التدني الذي لمح إليه صاحب السؤال، إن كان من تدني بغياب برامج التوعية السياسية والنقاش العمومي المفتوح على الشعب، موضحا أن المكتب التنفيذي لحزب جبهة القوى الديمقراطية يجتمع أسبوعيا لتدارس كل المشاكل الوطنية بما فيها المشاكل التي يعرفها المشهد السياسي، فقط التلفزيون هو الذي يقصر في التعريف بهذه الجهود بالنسبة للمواطنين الذين لا يستعملون الانترنيت أو يقرؤون جريدة المنعطف التي ننشر بها أنشطة الحزب، يضيف التهامي الخياري. وفيما يخص القطب الحداثي الذي تم إحداثه إلى جانب حزب التقدم والاشتراكية وحزب العمل، وعن إمكانية التحاق الجميع بالكتلة بدل البقاء بالقطب، قال التهامي الخياري أن حزب الجبهة ليس لديه أي مانع للالتحاق بالكتلة، فقط يشير أن المسألة تحتاج من الناحية السياسية إلى قليل من الوقت، أيضا أوضح في رد عن سؤال يتعلق بتعالقاته مع بعض الأحزاب المحافظة أن حزب جبهة القوى الديمقراطية هو مشروع مجتمعي إلى جانب أنصاره في القطب الحداثي وفي اليسار يختلف كليا عن تصورات القوى المحافظة حول الكثير من القضايا الجوهرية، مثمنا وعي الأحزاب بخطورة الترحال السياسي بعدما كان حزب الجبهة وحده يخوض المعركة منذ بدايتها، أيضا شدد في هذا الحوار على أهمية تحالف اليسار بالنسبة لسلامة الشأن السياسي، مشيرا أن تشتته لا يخدمه هو ولا المشهد السياسي في البلاد بقدرما يخدم فاعلين آخرين تتعارض تصوراتهم المجتمعية مع تصوراته، وعوض إطالة الحديث وحصر النقاش لمدة أطول في الحديث عن إصلاح دستوري أكد التهامي الخياري على خيار صياغة دستور جديد متوافق حوله ، يمكن للمغرب أن يمشي معه بعيدا في التنمية والحكامة الجيدة، خاصة وان الشروط مواتية في ظل انتفاء شروط الصراع بين القوى المحافظة وقوى اليسار، يضيف التهامي الخياري. وحول مكانة الحزب بالمشهد السياسي، أوضح الكاتب الوطني للجبهة، أن الحزب يوجد بالمعارضة، مشيرا أن الحكومة هي من قررت أن يوجد بالمعارضة، علما أن جزءا كبيرا من حلفاء الحزب يوجد بالحكومة، مضيفا” نحن حزب يساري في المعارضة وفي نفس الوقت نسعى إلى العودة لتسيير الشأن العام”، غير أن هذا لم يمنع التهامي الخياري من وصف الوضع السياسي بالبلاد بالمعقد نتيجة هذا الانقسام، بسبب وجود جزء من اليسار بالحكومة وجزء بالمعارضة، ونفس الشيء لليمين. وعن حضور الجبهة وتواجدها بالساحة، قال التهامي الخياري أن الحزب موجود داخل البرلمان وخارجه، ويشتغل في ظروف صعبة من اجل الديموقراطية لفائدة المجتمع المغربي. أما عن الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية التي تمت المصادقة على قانون إحداثها قبل حوالي أسبوعين، فقد قال التهامي الخياري أن حزب الجبهة كان قد اقترح توظيف المعطلين لهذا الغرض، وكان المغرب سيضرب عصفورين بحجر واحد، وهما محاربة الأمية والقضاء على بطالة الخريجين في نفس الوقت