نظمت الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا مظاهرة احتجاجية نهاية الأسبوع الماضي ضدا على احتضان مدينة مودينا الإيطالية لما سمي بالمؤتمر الثامن والعشرين للتنسيقية الأوروبية لمساندة "الشعب الصحراوي". وكتبت الصحيفة الإيطالية غازينادى مودينا التي غطت هذا الحدث كما أعلنت عن ذلك وكالة المغرب العربي للأنباء، أن أفراد الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا "بينوا بالبراهين الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان، ومصادرة وتحويل المساعدات الإنسانية المخصصة للمحتجزين المغاربة في تندوف. وكان المغاربة المقيمون بإيطاليا قد نظموا هذه المظاهرة بالساحة الكبرى "بيازا غراندي" للمركز التاريخي لمدينة مودينا الإيطالية من أجل إفشال الدعاية المغرضة لأعداء الوحدة الترابية للمغرب، وتطرقت الصحيفة للمؤلف المترجم إلى الإيطالية والمعنون ب"محنة ومعاناة السجناء المغاربة في منطقة تندوف جنوبالجزائر... شهادات ناجين من غياهب معتقلات البوليزاريو"، كما أشارت إلى أن الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا تعتبر نفسها قد مست في مشاعرها الوطنية من خلال احتضان مدينة مودينا لما سمي بالمؤتمر الثامن والعشرين لتنسيق دعم الشعب الصحراوي، وتندد في الوقت نفسه بكل الذين يروجون الأكاذيب ويديرون ظهرهم للمشاكل الحقيقية في إشارة إلى الجارة الجزائر. ونقلت الصحيفة التي لم تول اهتماما كبيرا للمؤتمر الذي نظمه مرتزقة البوليزاريو وحماتهم على لسان أفراد الجالية المغربية قولهم "نحن المغاربة نعيش هنا منذ عدة سنوات ونسدد الضرائب، لكن لم يحدث أن اهتم أي من الإداريين الذين يدافعون عن "الصحراويين" بقضايانا أو أنصت لمطالبنا". وأضافت الصحيفة إن الجالية المغربية حرصت من خلال المظاهرة على إبلاغ هذه الحقائق إلى سكان مودينا ومن خلالها إلى المجتمع الإيطالي، مبرزة أن البلديات في إقليم مودينا تبرم اتفاقيات توأمة مع مدن غير موجودة، كما تقدم مساعدات إنسانية لا تأخذ وجهتها الطبيعية في إشارة إلى سطو السلطات الجزائرية عليها كما كشفت عن ذلك عدة مصادر مطلعة وهو الأمر الذي أدانه المغرب وعدد من الدول الأخرى بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت وكالة الأنباء الجزائرية قد أعلنت في وقت سابق أن وفدا من "المجلس الشعبي الوطني" الجزائري قد شارك في هذا المؤتمر الذي امتد من 25 أكتوبر إلى غاية 27منه، وقد قاد الوفد الجزائري إلى مدينة مودينا بإيطاليا السيد الصادق بوقطاية رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس مرفوقا بالسادة عبد القادر زحالي ومحمد الطاهر بوزغوب وحسن عريبي. وكشف المصدر نفسه أن هذا المؤتمر شارك فيه "عدد كبير" من الوفود الدولية والشخصيات السياسية بالإضافة إلى "الوفد الصحراوي" والوفد الإسباني. وقد سبق لإيطاليا أن احتضنت جامعاتها بإيعاز من قادة وجنرالات الجزائر ندوات "علمية" حول الوضع بالصحراء المغربية، حيث نظم أساتذة جامعيون إيطاليون من تخصصات مختلفة في يونيو الماضي ندوة في الموضوع تمحورت حول سبل إثبات وتحقيق هوية من أسمته بالشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير. وللإشارة فقد قررت جامعات إيطالية منذ يونيو الماضي تنظيم ندوتين دراسيتين قبل نهاية السنة الجارية، وتقرر منذ ذلك الحين أن يكون موعد الندوة الأولى في أكتوبر الجاري وذلك في موضوع "دبلوماسية الحكومات والشعوب نحو حل قضية الصحراء المغربية" وهو الذي انتهت أشغاله نهاية الأسبوع الماضي وكان من تفاعلاته احتجاج الجالية المغربية بمودينا الإيطالية. أما الندوة الثانية فحدد موعدها في دجنبر المقبل بجامعة روما، وسيكون موضوعها حول "دور إيطاليا والمجتمع الأوروبي في حل قضية الصحراء المغربية". وعلى هامش الزيارة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك، وفي ماله علاقة مباشرة بالمغرب والجزائر قال المستشار السياسي للرئيس مبارك إن مصر تعتقد بأن المغرب والجزائر يستطيعان إيجاد تصور مشترك" لحل خلافهما حول الصحراء المغربية التي تكدر صفو العلاقات بينهما. ويستطيعان حل كافة المشاكل التي يواجهانها وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. وأضاف أسامة الباز أن الرئيس حسني مبارك كان أول مسؤول عربي يضطلع بمهمة الوساطة بين المغرب والجزائر سنة 1975 ولذلك فهو يعرف هذه المنطقة جيدا ويعرف حقيقة التحديات التي تواجهها". ومن جهته أعرب رئيس مجلس النواب البلجيكي هيرمان ديكروو على هامش زيارته للمغرب عن أمله في أن يتم التوصل إلى حل لقضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في أقرب الآجال. وطالب في الوقت نفسه بضرورة الإطلاق الفوري للأسرى والمحتجزين المغاربة البالغ عددهم حسب الإحصائيات الرسمية حوالي 1362 أسيرا في مخيمات تندوف، معتبرا أن الاحتفاظ بهؤلاء الأسرى تحت الأسر مخجل ولا يتماشى مع أبسط المبادئ الدولية لحقوق الإنسان. عبد الرحمن الخالدي.